الموبايل والذاكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت في زيارة لإحدى مكتبات دبـي أبحث فيها عن مفكرة صغيرة للعام الجديد أضعها في جيبي وليس في المكتب. وبعد البحث لم أجدها لكني عثرت على عدد من دفاتر التلفونات القديمة المفهرسة بالأبجدية، والمكدسة، والمغـبرة.

وقررت أن أقتني واحدة لأنني لم أعد أثق بذاكرة المحمول، لأن حـدوث أية مشكلة تقنيـة تـؤدي إلى مسح كل الأرقام من الجهاز كما حصل معي. أهم ما في دفتر التلفونات أنه يعمل على تقوية الذاكرة، كنا أيام زمان نتبارى في حفظ أرقام هواتف الأصدقاء، بل كان لنا صديق عبارة عن ذاكرة متجولة بإمكانه أن يعطيك هاتف أي صديق شفاهياً.

الدماغ بحاجة إلى التمرين المستمر، لأن تعلم أي شيء جـديد أو كلمة أجنبية أو اسم طفل يتم عـبر ممرات عصبية بين خلايا الدماغ، تسمح بتكوين نبضات كهربائية ذهاباً وإياباً، ودوائر لكل معلومة جديدة، وهي تعمل على تمرين عقولنا عبر تكرار المعلومـة. ولا أعتقـد أن ضغط رقم هـاتف على سطح شاشة الأيفون مـن شأنه أن يقويّ الذاكرة أو يمرّن العقل لأننا ببساطة نقوم بعملية ميكانيكية بلهاء. المحمول لا يعمل على حمـاية خـلايا الدماغ المتدهور مع تقـدم العمر بينما يستطيع دفـتر التلفـونات الورقي عمل ذلك.

لقد سمعنا الكثير عن تأثيرات رنات الهاتف على القلب إذا كان موضوعاً في جهة اليسار، إضافة إلى أضرار أخرى لا داعي لذكرها. لكن الأهم من كل هذا أننا لا نعمل على تمرين عقولنا مع التقنيات الحديثة.

Email