الكتب تحترق من الاسكندرية إلى تمبكتو

ت + ت - الحجم الطبيعي

سطّرت صفحات التاريخ مجازر فكريّة تمثل أغلبها بحرق وتدمير الإرث البشري من المكتبات، منذ أن قام الاسكندر الأكبر بحرق مكتبة برسيبولس في سنة 335 ق.م وقيل أنّها كانت تحتوي على عشرة آلاف مخطوط. ثم توالت سلسلة الحرائق: الصيني تشي شن هوانغ، ويوليوس قيصر (مكتبة الأسكندرية 3 مرات)، والقديس بولس، والإمبراطور دقليانوس وتيودوسيوس، وليون ايزوري، والملك شارل، وهولاكو، وبوش إلى مكتبة تمبكتو سواء حرقها الأصوليون أم الجيش المالي أو أياد خفيّة كانت وراء هذه الجريمة.

من مكتبة الإسكندرية إلى مكتبة تمبكتو، يعيد التاريخ نفسه بذات القساوة والهمجية، في الأخيرة أكبر إرث إسلامي من الكتب والمخطوطات المتعلقة بالعلوم الشرعية تعود إلى القرن الثالث عشر، ومنها مخطوطات غير منشورة وليس لها نسخ في أي مكتبة أخرى.

من المستفيد من هدم الثقافة وحرق المكتبات؟

الأندلسيون هربوا كتبهم التراثية من بطش الإسبان، ومكتبة بغداد التي احترقت بأياد خفية في 2003 لم يعلن أحد عن مسؤوليته. والمكان المنكوب الآن هو معهد أحمد بابا، واحد من مكتبات عدة تضم وثائق أثرية ونفائس، أكثر من 20 ألف مخطوطة بعضها محفوظ في سراديب تحت الأرض. وأحمد بابا اسم شخصية ولدت في تمبكتو وعاصرت الكاتب الانجليزي وليام شكسبير.

هولاكو أفرغ مكتبة بغداد في نهر دجلة حتى تحول لونه إلى اللون الأزرق من الحبر، بينما امتدت حرائق مكتبة تمبكتو لتكسو رمال صحراء مالي بلون الفحم، وما بين اللونين مات تراث إنساني لا يقدر بثمن.

Email