سوريا تعانق غورنيكا في أحلامها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعمال خيرية، بنزهاتها أو بعدمها، تطلق سهام الألم أثناء الإعلان عنها هنا وهناك، بل تثير التأمل والحزن. فنانون يدعمون ضحايا سوريا بمزادات أعمالهم في معهد العالم العربي بباريس، تنظمها دار «بيار بيرجيه وشركاؤه»، أطلقتها صحافية فرنسية تدعى جوزيه غارسون، جمعت لوحات ورسومات 61 فنانا متبرعاً سوريا وعربياً، وجنت 110 ألاف يورو.

عظيم هذا الفعل ولكن.ألا يخجل الدكتاتور من هذا الفعل، من تبرعات ومزادات تُقام، لأغنى البلدان، بأنهاره ومزارعه وطبيعته؟ بلاد الشام التي حوّلها إلى صومال جديدة، حارثاً الأرض بالقنابل والصواريخ وبراميل البارود وفنون القتال "العقائدية"، وهو يتفرج على الشعب الحائر على أبواب سفارات العالم وقنصلياته، طالباً اللجوء والأمان قبل الطعام.

وهناك العالم الغربي الذي بكتفي بإقامة المزادات ويعد بالتبرعات، ويشارك في هذه الفرجة الدامية، المجزرة الإنسانية التي لا مثيل لها. يبارك العالم الغربي الدكتاتور الذي لا يعبأ بالأوبرا بل يتغنى بكلماته الرنانة، الجاهزة، المعلبة، التي تبدو بالية، وخرقة، ويابسة في نظر طفل سوري يرتجف برداً في الوحول والثلوج والبراري.

ليست مزادات الفن والأعمال الخيرية ونصّب الخيام على بوابات الريح هنا وهناك هي الحل ولا علاجاً لشعب يبحث عن كرامته، ويحلم بولادة بيكاسو سوري ليصور لوحة غورنيكا جديدة، تخلّد بطولته وعزته وكبرياءه، لا لوحات تستجدي الإحسان والعطف.

متى تولد هذه اللوحة، متى يبتسم هذا الطفل في سوريا الدامية؟

Email