مطاردة الغجر في أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال أوروبا تعاني من الغجر في الوقت الراهن كما كانت تعاني منهم قبل بضعة قرون، فقد تعرضوا لممارسات عدوانية منها الترحيل القسري وعدم الاعتراف بهم كمواطنين في البلدان التي يقيمون فيها.

 التاريخ يعيد نفسه ولكن بأشكال مختلفة، ملك بروسيا أصدر في عام 1725 أمراً يقضي بقتل كل غجري فوق الثامنة عشرة من العمر. ومع تطور المجتمع الصناعي وظهور المجتمعات الحضرية، قامت بافاريا بإنشاء وزارة مختصة بشؤون الغجر. وفي عام 1929 صدرت قوانين في ألمانيا تلزم الغجر بالعمل القسري «السخرة»، وقد طبق هذا النظام في عدد من الدول الأوروبية.

هذه الحملات وغيرها تعود إلى الواجهة في الوقت الحاضر ولكن بطرق ملتوية، لأن أوضاع العالم وما وصلت إليه البشرية من تقدم لا تسمح بسنّ مثل تلك القوانين، ولكنها لا تختلف عنها في الجوهر، علماً أن تقييد حركة هؤلاء الغجر يصطدم مع قوانين الاتحاد الأوروبي، ورومانيا وبلغاريا التي ينحدر منهما الغجر عضوان فيها، لكن المشكلة أن معظم الغجر لا يحملون وثائق ثبوتية، ويتنقلون سيراً على الأقدام حتى بين الدول عبر الطرق الخفية والجبال.

لا تزال ضواحي المدن الأوروبية الكبيرة تعاني من مشكلة الغجر، إذ تتهمهم السلطات بممارسة السرقة والاحتيال حتى أصبحوا دميّة في لعبة الساسة وورقة في حملاتهم الانتخابية، يميناً ويساراً، لا يدافع عنهم أحد سوى منظمات المجتمع المدني. في حين عجزت أوروبا عن إدماجهم في مجتمعاتها، وهي حائرة أمام روحهم المنطلقة وأصوات حناجرهم في الغناء وحركات أجسادهم في الرقص وآلاتهم الموسيقية في العزف.

Email