الحصان يعدو في الصحن

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الممكن أن يكون عام 2013 في فرنسا هو عام تذوّق طعم الحصان، كما يتوقع أحد الصحافيين البريطانيين. الفقراء أكلوا لحم الحصان إبان الثورة الفرنسية، عندما التهم الدهماء خيول الأرستقراطيين. وإذا كانت هذه العادة قد اختفت عند الفرنسيين، فيبدو أنها تعود إلى الواجهة هذه الأيام.

في أحد المطاعم الكائنة خلف متحف بومبيدو، تنتشر صور خيول على جدران مطعم، منزو، ومنها صور تفصيلية لجسم الحصان وقطع اللحم التي يحتويها، بصورة مقززة. وهناك بعض الزبائن أمامهم صحون فيها "ستيك الحصان". والدعاية الترويجية تقول إن مذاق لحم الحصان أروع من مذاق لحم البقر، وهو أكثر غنى ومحلى بالسكر.

على الرغم من أن المطاعم التي تقدم لحوم الخيول تقلصت في باريس إلى حدود العشرة، فإن البعض يبرر بأن من علّم الفرنسيين أكل لحم الحصان هم البريطانيون. لماذا؟ يقول أحدهم ساخراً: لأن البريطانيين لو لم يحاصروا جنود نابليون في الحرب، لما اضطر الفرنسيون إلى ذبح أحصنتهم وتناول لحومها، ولما اهتدوا إلى تذوّقها.

بريجيت باردو، النجمة (السابقة) المدافعة عن حقوق الحيوانات، تهاجم سلوك الفرنسيين هذا، وتعتبر تناول لحوم الحصان فضيحة، لأن هذا الكائن الجميل لا ينتمي إلى القطيع فهو أكثر نبلاً، بل رافق انتصارات الإنسان، وتتعجب كيف أن الفرنسيين يتجرؤون على تحويل هذه الأحصنة الأصيلة والنبيلة إلى وجبات في صحونهم، بدلاً من تكريمها وتقديرها!

شتّان ما بين تقديس العرب للحصان واحتقار هؤلاء لهذا الكائن الجميل.. فهل يُعقل أن يصل شعب متحضّر إلى هذه الدرجة من الهمجية والوحشية؟

Email