همنغواي وسباق الصيد المكسيكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقام في لوس غابوس بالمكسيك سباق صيد، مستوحى من رواية الكاتب الأميركي الشهير أرنست همنغواي "الشيخ والبحر"، عندما يراقب بطله يغور في أعماق البحر. على هذا الساحل، لم يخطر ببال أحد أن تتحول مجرد حادثة صيد عادية، وهي غير عادية في الرواية، إلى كرنفال يكتظ بالصخب والتصفيق والحكايات، حتى أن رواد المطاعم والمقاهي غادروا طاولاتهم وهرعوا للاستمتاع بهذا الكرنفال.

 صيادون يكشفون عن وحش بحري يخرجونه من أعماق البحر، تماماً كالسمكة الكبيرة التي اصطادها بطل همنغواي. ويصرخ أحد الصيادين، قائلاً: "هذا الحقير قاومنا ثلاث ساعات، حتى تمكنا من حمله على ظهر القارب". ويقصد بـ"هذا الحقير" سمكة طولها متران وتزن 150 كيلوغراماً.

اكتظ سياح أميركيون وآسيويون وأوروبيون ومكسيكيون حول هذا السباق، الذي أطلقوا عليه "الأسود والأزرق"، الذي أصبح يعادل المونديال في رياضة كرة القدم، يشارك فيه نحو 108 فرق صيد من 27 بلداً، مهمتهم صيد أكبر سمكة في عرض البحر. وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية، فإن الجوائز انخفضت من 5 ملايين دولار إلى النصف هذا العام.

وكما استقى العلماء معلوماتهم عن الحوت من رواية "موبي" لهيرمان ميلفيل، يستوحي أصحاب الرياضة البحرية هذا السباق الفريد من نوعه في العالم، من رواية همنغواي. ويؤكد لنا هذا أن الرواية تتنبأ وتكشف أسرار الروح البشرية، بل تعطيها الأفكار والموضوعات لكي تعيش، مثلما يعيش أهالي لوس غابوس الفرحة التي عاشها بطل همنغواي عندما اصطاد السمكة التي طاردها أياماً وليالي طويلة.

Email