موسيقى تختزل صعود أمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

موسيقى البوب الكورية الجنوبية المعروفة اختصاراً بكلمة «كاي بوب»، ستدرس بلا شك ذات يوم في المدارس التجارية أو الدبلوماسية. إن انتشار «نمط غانغنام» للمغني بارك جاي سانغ، الملقب بـ«بسي»، ظاهرة عجيبة شاهدها نحو مليار مشاهد على اليوتيوب في أرجاء العالم منذ انطلاقتها في يوليو الماضي.

هذه الأغنية وحدها تختزل صعود هذا البلد: كوريا الجنوبية. بلد صغير يعادل خمس بلد مثل فرنسا، فقيرة بالموارد الطبيعية، ومحصورة بين ثلاثة عمالقة: روسيا والصين واليابان، دون الحديث عن محاصرة كوريا الشمالية. انطلقت سلمياً منذ ثلاثة عقود في تصنيع ماكينات الخياطة، والقمصان وفرن الميكروأوند، وانتقلت إلى تصنيع الماركات الكبيرة للسيارات والإلكترونيات: إل جي وسامسنونغ وهوينداي وكيا.

لم يكن هذا الصعود قد جاء عن طريق المصادفة، بل هو جزء من إرادة هذه الديمقراطية الشابة (1987)، لتفعيل «القوة الناعمة» الكورية في العالم. موسيقاهم غزت المشهد الأوروبي والأميركي، وأفلامهم انتصرت في مهرجانات كان وفينيسيا.

إن الإنترنت واليوتيوب ألغيا، بلا شك، كل الحواجز لفن كوني اسمه الموسيقى، فلم يكن «بسي» بحاجة إلى الغناء بالإنجليزية لكي يستحوذ على أفئدة جمهوره، لأن «غانغنام ستايل» أصبحت موسيقى كونية استطاعت أن تجلب الابتسامة إلى وجوه عُشر سكان العالم، واعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة «قادرة على التغلب على العنف».

درس تتعلمه الأجيال في طوكيو وبكين، فما بالنا نحن من هذه التجربة الإنسانية الفريدة!

Email