مازالت دبي محطة للكفاءات العربية الشابة، وهي تؤدي دورا مهما في جذب هذه الكفاءات ، فالكثيرون كانوا يأتون لدبي للحصول على خبرة ثم يسوقون أنفسهم في أماكن أخرى من العالم.
ودبي غيرت قاعدة هجرة العقول العربية السابقة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، فقد بدأت تستقطبهم إليها، وأصبحت قبلة كل الشباب العرب، ويحلم معظمهم بالاستقرار فيها، وقد أدت هذا الدور في أوج الأزمات التي عصفت بالمنطقة، وما تزال.
وجذب الكفاءات الى دبي كان يتم من قبل مؤسسات، وحتى هذه المؤسسات لم تتخلص من موظفيها. واقتصاد العالم مر بفترة استثنائية وصعبة جدا، وعندما اشتدت هذه الأزمة فإنها ازدادت عمقا، لكن دبي بقيت، حلما قابلا للتحقيق، مهما كانت ضريبة الأزمة المالية العالمية.
الخبراء يرفضون أن يكون "حلم دبي" قد شارف على الانتهاء، بل إنه بدأ يراود الشباب العرب مجددا، ودبي مازالت تمثل حلما لهؤلاء الشباب، فما حدث سببه تداعيات لأزمة شملت العالم أجمع، ودبي كمركز اقتصادي وتجاري عالمي تأثر بالأزمة.
لكن من المهم أن نعرف جليا أن دبي لم تساهم من بعيد أو قريب في الأزمة التي أتت من الولايات المتحدة ولأسباب تتعلق بالعولمة، ودبي مثل غيرها من الدول تأثرت بها.دبي تتعامل بالطريقة الصحيحة للتعاطي مع هذه الأزمة، وقد تكيفت مع تخطي المصاعب التي واجهتها، وصمدت أمام رياح هذه الأزمة العاتية في نهاية الأمر.
ومازالت قطاعات الانتاج والخدمات والبناء في دبي تواصل عملها ونموها ولم تتأثر كثيرا بتداعيات الأزمة، وكذلك أعداد الزائرين لدبي عبر مطارها لم يتراجع، بل في ازدياد مستمر، وكل هذا يرجح أن تستمر دبي في الضلوع بمكانتها الرفيعة كقبلة للراغبين بالنجاح سواء من رجال الأعمال أو حتى من الطامحين.
كثيرون عندما يتحدثون ويحللون تأثير الأزمة المالية العالمية على دبي، يتناسون أمرا بالغ الأهمية. وهو أن اقتصاد دبي جزء لا يتجزأ من اقتصاد دولة الإمارات ككل، ومعنى ذلك أن التأثير مهما عظم، فإنه سيكون أقل وطأة حينما يوضع في هذا الإطار، باعتبار دولة الإمارات خامس أكبر مصدر للنفط في العالم.
