أمريكا تواجه مخاطر إهمال دعم الأطفال والنساء

لورا تايسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسارع العديد من الولايات الأمريكية للدفاع عن حقوق المرأة ورفاهية الأطفال، بشكل جذري وثوري، إذا أمكن القول، ففي كاليفورنيا و15 ولاية أخرى (بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا)، يفكر المشرعون في كيفية تعزيز حقوق كثيرة في هذا الصدد لسكانهم وللأمريكيين الذين ينتقلون من ولايات أخرى من أجل الحصول على خدمات الصحة الإنجابية.

وتحتل هذه الولايات أيضاً مراتب أعلى من الدول التي يسيطر عليها المحافظون من حيث سياسات دعم الأسر الفقيرة، والأمهات، والأطفال.

ففي ولاية كاليفورنيا، تشمل هذه السياسات مبادرة «كال ووركس» (برنامج الإعانة النقدية للعائلات التي لديها أطفال)، ومنح ائتمان ضريبي على الدخل المكتسب، وآخر مرتبط به لإعالة للأطفال، وإجازة عائلية مدفوعة الأجر، وتوفير رعاية صحية ميسورة التكلفة، وتعليم تمهيدي شامل.

وتتضمن أحدث ميزانية للمحافظ «غافين نيوسوم» مقترحات بشأن توفير عامين من التعليم المجاني في الكلية المجتمعية، وحزمة بقيمة 18.1 مليار دولار تقدم مرة واحدة لفائدة الأسر من أجل تخفيف التضخم وتغطية ارتفاع تكاليف الوقود والمواصلات العامة.

ولكن حتى في ولاية كاليفورنيا، يعيش ما يقرب من ثلث السكان عند خط الفقر أو قريباً منه. وعلى أساس تكلفة المعيشة المعدلة، تعد معدلات الطفولة والفقر العام في الولاية من بين أعلى المعدلات في الدولة، على الرغم من أنه من المفروض أن تكون البرامج الاتحادية وبرامج الولاية الحالية كافية لتمكين أي عائلة في كاليفورنيا من البقاء خارج دائرة الفقر.

وبالإضافة إلى عدم كفاية التمويل، يتمثل جزء من المشكلة على المستويين الوطني ومستوى الولايات في كون العديد من برامج شبكات الأمان مربكة، ولا يمكن للمستفيدين المستهدفين الوصول إليها.

ولدى بعض البرامج معدلات استيعاب تبلغ أقل من 75٪ من السكان المؤهلين. وفي الوقت نفسه، تواجه العديد من الأسر التي تصل إلى البرامج أسقفاً غير ضرورية وغير منتجة فيما يتعلق بالمستحقات بينما لا تزال تعاني الفقر.

ويجري الآن بذل بعض الجهود لزيادة إمكانية الوصول والاستفادة من البرامج الحالية. فعلى سبيل المثال، بفضل خدمات مجانية قُدمت بموجب قانون المنظمات غير الحكومية لأمريكا، أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بوابة رقمية لتبسيط عملية تقديم الائتمان الضريبي الفيدرالي للأطفال.

وتعمل منظمة (إنهاء الفقر في كاليفورنيا)، مع مجموعة من مقاطعات كاليفورنيا لتبسيط كل برامج الولاية والبرامج الاتحادية المتاحة وأتمتتها، بهدف تطوير إجراءات تحديد الأهلية فيما يتعلق بعمليتي تسجيل الدخول وإلغاء الاشتراك الإفراديتين.

ونظراً لنجاح كاليفورنيا في التسجيل التلقائي للناخبين، لا ينبغي أن يكون التسجيل للحصول على أهلية الحصول على المزايا أمراً صعباً للغاية، إذ يمكن أن تتعلم الولايات الأمريكية والحكومة الاتحادية الكثير من نموذج «إستونيا» بشأن كيفية تقديم مزايا المواطنة الرقمية.

ولسوء الحظ، تتراجع الحكومة الاتحادية الأمريكية عن سياسات دعم العائلات التي اعتمدتها خلال فترة الوباء، في وقت أبدت فيه المحكمة العليا استعدادها لزيادة معدلات الفقر في فئة الأطفال.

ومع وجود محكمة مسيّسة تزداد عدائية، ومجلس شيوخ أمريكي يتردد في القضاء على المماطلة فيما يتعلق بالموافقة على البرامج التقدمية، فإن مهمة الاهتمام بالنساء والأطفال في أمريكا تعود إلى الولايات التقدمية أكثر من أي وقت مضى.

 

* الرئيسة السابقة لمجلس الرئيس للمستشارين الاقتصاديين خلال ولاية إدارة كلينتون، وأستاذة في كلية هاس للأعمال بجامعة كاليفورنيا، بيركلي

Email