التنوع البيولوجي بوصفه صمام أمان حياتنا

خوان مانويل سانتوس - رئيس كولومبيا الأسبق (2010 ــ 18) وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2016.

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرف مساهمات التنوع البيولوجي والطبيعة المُقدمة لفائدة الناس في جميع أنحاء العالم انخفاضاً غير مسبوق. كما تتسارع حالات انقراض الأنواع، مع ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على صحة الإنسان والأمن الغذائي والمائي والحد من الفقر.

يتعين علينا أن نُبدي تضامناً أكبر مع مليون نوع من الحيوانات والنباتات المُهددة الآن بالانقراض. تُعد الطبيعة صمام أمان حياة سكان العالم البالغ عددهم 7.8 مليارات نسمة. ومن خلال حماية الطبيعة، سنقوم أيضاً بالدفاع عن مورد اقتصادي لا يمكن الاستغناء عنه.

ووفقاً لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير 2020، يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على «الخدمات الطبيعية» مثل التلقيح بحبوب اللقاح وتنقية المياه ومكافحة الأمراض. وبالتالي، فإن الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية يُوفر الأمن ضد مجموعة واسعة من التهديدات، بدءاً من أزمات الغذاء والمياه إلى الصراعات العنيفة التي تغذيها ندرة الموارد.

سيُشكل عاما 2021 و2022 مرحلتين حاسمتين في الجهود العالمية الرامية إلى الحفاظ على الطبيعة واستعادتها. لقد مهد المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة الذي ينظمه الاتحاد الدولي كل أربع سنوات، والذي انعقد في مرسيليا الشهر الماضي، الطريق لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في كونمينغ، الصين (الذي سيعقد في جزأين، الأول في أكتوبر والثاني في أبريل المُقبل). في هذا المؤتمر، من المتوقع أن يتبنى ممثلون من جميع أنحاء العالم إطاراً جديداً طموحاً لإنقاذ الطبيعة.

ولسوء الحظ، لا يزال هناك نقص كبير في الوعي العام والفهم بشأن تدهور الطبيعة وعواقبه الوخيمة على الأشخاص في جميع أنحاء العالم، والمخاطر التي يشكلها على السلام والأمن. وفي حين يُمثل تغير المناخ تحدياً حاسماً في عصرنا، إلا أن فقدان التنوع البيولوجي لا يزال مُهملاً نسبياً، على الرغم من أنه يُشكل أيضاً تهديداً وجودياً عاجلاً للمجتمع البشري.

في الواقع، ترتبط أزمة تغير المناخ ارتباطاً وثيقاً بفقدان التنوع البيولوجي. كلاهما يتسارع، وقد وصل كلاهما بالفعل إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ البشرية. نحن الآن نقف على مفترق الطرق بين الأجيال. تُعد هذه أفضل فرصة مُتاحة أمامنا لمعالجة التحديين معاً كجزء من أزمة مترابطة.

سيتطلب النجاح في ذلك من المواطنين وصُناع السياسات تطوير فهم علمي أفضل للمشكلة، حتى نتمكن من ضمان وصاية الطبيعة القائمة على الأدلة، والبدء في تنفيذ التغييرات التحويلية اللازمة لتأمين مستقبل أكثر استدامة وسلاماً للناس وللكوكب.

كان منح جائزة نوبل للسلام لعام 2007 للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) عن عمله العلمي عاملاً أساسياً في دفع أزمة الاحترار العالمي إلى مُقدمة أجندة السياسة العالمية. بعد ذلك، أصبح من الصعب على نحو متزايد أن يكسب مُنكرو تغير المناخ الدعم في المناقشات العامة أو في أوساط صُنع السياسات. ينبغي أن نسعى الآن إلى خلق نفس الزخم للتنوع البيولوجي.

وتحقيقاً لهذه الغاية، قمنا بترشيح المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2021.

غطت أعمال المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية مجموعة واسعة من القضايا التي تُؤثر على حياة وسبل عيش الملايين من الناس.

وقد سلطت الضوء، من بين أمور أخرى، على الأخطار التي تُهدد المُلقحات والأمن الغذائي، وعملت على توثيق الاتجاهات في تدهور الأراضي، وتقييم حالة التنوع البيولوجي في كل منطقة من مناطق العالم، مما يُساعد على الحد من خطر انقراض الأنواع.

 

Email