ضمانات منع خطر متحورات أكثر فتكاً

سيث بيركلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظراً للزيادة في عدم المساواة، في ما يتعلق باللقاحات على المستوى العالمي، وصعود متحورات فيروس «كورونا» جديدة، وأكثر قابلية للعدوى، يجب علينا أن نضع تلك التحديات خلفنا، وبفضل الدعم من جميع حكومات مجموعة العشرين تقريباً، بالإضافة إلى دعم المؤسسات والشركات الخاصة، تمكنت كوفاكس من جمع حوالي 10 مليارات دولار تقريباً، كما تمكنت من تأمين أكثر من 600 مليون جرعة، تم التبرع بها، ولقد اكتملت الاستعدادات الآن، من أجل البدء في جهود التطعيم الأكثر شمولاً على مستوى العالم.

لقد مرت سنة وأكثر بقليل، منذ قيام المجتمع الدولي بدعم مبادرة كوفاكس، لإتاحة الوصول للقاحات كوفيد 19 على مستوى العالم، وذلك من أجل قيادة الجهود العالمية لإنهاء المرحلة الصعبة من الجائحة. لقد كانت المبادرة تهدف للتحقق من أن كل بلد، وليس فقط البلدان التي لديها أموال أو موارد كافية، يمكنها الوصول للقاحات المنقذة للحياة، عندما تصبح متوفرة.

قبل سنة، لم يكن أحد يعرف متى سيتم تطوير لقاح آمن وفعال ضد كوفيد 19، أو إن كان تطوير مثل ذلك اللقاح ممكناً، ناهيك عن العشرين لقاحاً المتوفرة حالياً، ولكن منذ قيامها بتسليم شحناتها الدولية الأولى في فبراير، تمكنت كوفاكس – شراكة، تم تأسيسها من قبل تحالف ابتكارات التأهب الوبائي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وجافي «تحالف اللقاحات»- من توصيل أكثر من 235 مليون جرعة لقاح، إلى 139 بلداً، وهي تتوقع توصيل مليار جرعة أخرى في الربع الأخير، علماً بأن فقط الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية، قد قدّمت جرعات أكثر. إن هذه الانطلاقة لأضخم حملة تطعيم في التاريخ، وأكثرها تعقيداً، قد أعطى الأمل لملايين الناس، ووضع أسساً قوية لكيفية استجاباتنا للجوائح المستقبلية.

ومع ذلك، كان من الممكن عمل ما هو أكثر من ذلك، حتى الآن.

وعلى أساس الطلبات الملزمة التي أبرمتها كوفاكس مع مصنعي اللقاحات، والتبرعات الإضافية، فإن مئات الملايين من الجرعات الجديدة، يجب أن تكون متوفرة الآن، كل شهر. نحن بحاجة للتحقق من أنها سوف تصل للبلدان الأكثر فقراً، وأن يتم حقنها في أذرع الناس، ومن أجل تجنب التأخير، وحتى تنجح المبادرة، نحن بحاجة لدعم مجموعة العشرين في أربعة مجالات رئيسة.

أولاً، نحن بحاجة للجرعات، ونحن بحاجة إليها الآن. لقد كان الافتراض الأساسي الدائم بالنسبة لكوفاكس، هو أن المبادرة يجب أن تكون قادرة على التفاوض، وشراء الجرعات الخاصة بها، ومع الصعوبات التي واجهتنا في ما يتعلق بالحصول المبكر على اللقاحات، لعبت التبرعات دوراً حيوياً في المحافظة على قدرتنا على الإبقاء على تدفق الجرعات للناس الأكثر حاجة لها.

نحن بحاجة كذلك لأن يقوم قادة مجموعة العشرين، بدعم دعوتنا للشفافية، فلدى كوفاكس اتفاقيات ملزمة قانوناً، مع المصنّعين، لأكثر من 4 مليارات جرعة، ولكنها واجهت في كثير من الأحيان، التأخير في الحصول عليها.

بالإضافة إلى التحقق من وفاء المصنّعين بالتزامهم بكوفاكس، يجب أن تضع الحكومات القدرة على الوصول للقاحات على مستوى العالم، على قمة أولوياتها.

أخيراً، تحتاج البلدان الأقل دخلاً إلى استمرار الدعم المالي والتقني لحملات التطعيم الخاصة بها، والمتعلقة بكوفيد 19.

إن الفشل يعني خسارة المزيد من الأرواح وأنظمة رعاية صحية محطمة، ومتحورات أكثر فتكاً وعدوى، وجائحة بدون نهاية تلوح بالأفق. يجب ألا تسمح مجموعة العشرين بأن يكون ذلك خياراً.

* الرئيس التنفيذي لجافي «تحالف اللقاحات»

opinion@albayan.ae

Email