مجموعة الـ20.. واجبات ومسؤوليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن مجموعة العشرين منتدى بالغ الأهمية، وهذا يعني أن أعضاء طامحين آخرين سيطرقون بابها. ويتعين على المجموعة أن تعمل على إيجاد التوازن بين الفوائد المترتبة على التمثيل الأوسع مقابل المزايا المترتبة على عضوية أصغر وأكثر رشاقة. عندما يتعلق الأمر بالاتحاد الأفريقي، فإن الخيار واضح. ذلك أن مجموعة الإحدى والعشرين الجديدة من الممكن أن تحمل طامحين آخرين على السعي إلى الحصول على التمثيل من خلال وفود إقليمية مماثلة ــ مثل منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تمثل 661 مليون شخص في تلك الدول العشر الواقعة في منطقة جنوب شرق آسيا، أو أي تجمع مماثل في أمريكا اللاتينية.

في عامنا هذا، تتولى إيطاليا بقيادة رئيس وزرائها المقتدر ماريو دراجي رئاسة مجموعة العشرين. وإيطاليا قادرة على استخدام رئاستها لترك إرث دائم. فمن خلال توجيه الدعوة إلى الاتحاد الأفريقي للانضمام إلى القمة المقبلة في روما في أواخر أكتوبر، يمكنها أن تقدم مساهمة كبرى في بناء عالَـم أكثر ازدهارا وشمولية واستدامة.

أصبحت مجموعة العشرين إحدى ركائز التعددية. فبرغم أن العالم يضم العديد من منتديات الحوار الرفيعة المستوى، تمثل مجموعة العشرين أفضل نوع من هذا القبيل، فتدعم بنشاط الحوار العالمي والمناقشات، والأمر الأكثر أهمية هو أنها تحل المشكلات الاقتصادية. من حسن الحظ أن أكبر أوجه القصور التي تعيبها ــ أنها تستبعد 96% من سكان أفريقيا ــ يمكن علاجه بسهولة من خلال ضم الاتحاد الأفريقي إلى عضويتها.

من المؤكد أن التعددية عملت منذ بداية حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل رئيسي من خلال منظومة الأمم المتحدة. توفر الأمم المتحدة، التي تضم 193 دولة في عضويتها، موقعاً ًفريداً لا غنى عنه لإنشاء وتنفيذ القانون الدولي. وعلى الرغم من إفساد عمل الأمم المتحدة بسبب أحادية الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى، فإنها تظل تشكل ضرورة أساسية لبقاء العالم. بيد أن ميزانيتها الأساسية الهزيلة، التي تعادل 3 مليارات دولار سنويا، ربما لا تتجاوز عُـشر ما ينبغي أن تكون عليه، وهي تعاني من نقص مزمن في التمويل. مع ذلك، تتمكن الأمم المتحدة من تقديم مساهمات هائلة ولا غنى عنها للسلام، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.

لكن مجموعة العشرين أيضاً، باتت تضطلع بدور حاسم. تمثل مجموعة العشرين أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، وهي بهذا تتيح حل المشكلات بقدر أكبر من المرونة والسرعة.

تضم مجموعة العشرين الحالية 19 حكومة وطنية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. لكن باستبعاد كل أفريقيا تقريباً، أصبحت أفريقيا وبلدان العالم المنخفضة الدخل ممثلة بأقل كثيراً من حجمها في المجموعة.

يتمثل مفتاح فعالية مجموعة العشرين في أنها تحقق تغطية عالية وتمثيلية لسكان العالم واقتصاده في ظل عدد متواضع من القادة على الطاولة لتمكين السرعة والمرونة في التداول واتخاذ القرار. وسوف يلبي ضم الاتحاد الأفريقي كل من المعيارين: تمثيل متزايد بشكل كبير مع إضافة مقعد واحد فقط إلى الطاولة.

* أستاذ في جامعة كولومبيا، ومدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، ورئيس شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة

Email