اليابان ومواجهة «دلتا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انتشار متغير دلتا، تتزايد الإصابات الجديدة بـ«كوفيد 19» في جميع أنحاء العالم، وتفاقم الوضع بكثير في المناطق والبلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة. واليابان ليست استثناء، إذ تم تلقيح نحو 40 % فقط من سكانها بشكل كامل - مقارنة بمعدلات التطعيم التي تتراوح بين 50 و65 % في دول مجموعة السبع الأخرى - وقد زاد معدل الإصابة بها بشكل حاد في الأشهر الماضية.

إن ارتفاع معدل الإصابة يعد خبراً سيئاً بالنسبة للحكومة. ولكن هناك نقطتين مهمتين. أولاً، انطلقت دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 هذا الصيف من دون أي حوادث كبيرة، وحقق الرياضيون اليابانيون 27 ميدالية ذهبية (ثالث أعلى عدد بعد الولايات المتحدة والصين). يشعر غالبية اليابانيين الآن بأنه كان من الجيد استضافة الألعاب - وهو تحول صارخ عن استطلاعات الرأي قبل الحدث.

ثانياً، على الرغم من أن اليابان تتخلف عن العديد من دول مجموعة السبع ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في التطعيمات، إلا أن طرح اللقاح الخاص بها يتسارع. وفي الفترة من 19 يونيو إلى 19 أغسطس، ارتفعت حصة اليابان من الأشخاص الملقحين بالكامل من 8 % إلى 40 %، بينما ارتفع المعدل في الولايات المتحدة من 45 % إلى 51 % فقط. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد تتفوق اليابان على الولايات المتحدة بحلول أواخر سبتمبر. وبحلول أواخر أكتوبر، سيحقق مستوى تطعيم مماثل لولاية نيويورك والدول الأوروبية الكبرى، إذ لم تعد الأقنعة مطلوبة في العديد من الأماكن.

على الرغم من التقدم الأخير، فقد انخفض تصنيف موافقة الحكومة اليابانية من 45 % في مارس وأبريل إلى أقل من 30 % اليوم. هذه أخبار سيئة لرئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا، الذي تنتهي فترة ولايته زعيماً للحزب الديمقراطي الليبرالي في نهاية سبتمبر الجاري، والذي تنتهي مدته في مجلس النواب مدة أربع سنوات في 21 أكتوبر.

بعد خلافة شينزو آبي رئيساً للوزراء العام الماضي، خطط سوجا في البداية للدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد وقت قصير من انتهاء دورة الألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في 5 سبتمبر، لأن الفوز المتوقع في الانتخابات العامة سيضمن تقريباً إعادة انتخابه زعيماً للحزب الديمقراطي الليبرالي.

ولكن ثلاثة عوامل جعلت هذه الخطة غير قابلة للتطبيق. العامل الأول انفجار متغير دلتا.

المشكلة الثانية التي تغرق موافقة الحكومة الحالية أن بعض المصابين يموتون في المنزل لأن العديد من الأسرة المخصصة لمرض «كوفيد 19» ممتلئة بالفعل.

العامل الثالث الذي يثقل كاهل الآفاق السياسية هو الاقتصاد. إذ تشير أرقام الربع الثاني الصادرة أخيراً إلى انتعاش ضعيف، إذ وصل النمو السنوي إلى 1.3 % فقط. لا يزال الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لليابان (المعدل حسب التضخم) عند 97 % من ذروة ما قبل الوباء في الربع الثالث من عام 2019.

لم تقدم الحكومة بشكل أساسي أي استجابة سياسية للتعامل مع موجة دلتا أو المشكلات الاقتصادية المستمرة في البلاد. كل ما تمت الإشارة إليه هو إعلان طوارئ يفرض قيوداً محدودة فقط، مثل طلب عدم تقديم المطاعم للكحول وإغلاق أبوابها في الساعة 8 مساءً. يجب أن تتعلم اليابان من نيويورك، إذ أمرت السلطات العامة العام الماضي بتعليق جميع المطاعم الداخلية، مع السماح للمطاعم بالبقاء مفتوحة للعملاء الذين يستقبلون الطلبات الخارجية. وتم إغلاق المكاتب الكبيرة، وتحولت المدارس والجامعات إلى التدريس عن بعد. إذا خرج الناس، فهذا فقط لأسباب مثل التسوق من البقالة أو لرؤية الطبيب. نظراً لأحدث موجة من الإصابات. ويجب أن تضغط الحكومة من أجل الإغلاق المؤقت لجميع المطاعم والمتاجر.

* نائب وزير المالية الياباني الأسبق، أستاذ في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا.

Email