الذكاء الاصطناعي لردع التغير المناخي

فيكتور غالاز - نائب مدير مركز استوكهولم للمرونة في جامعة استوكهولم .

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمتع الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي بإمكانيات غير مستغلة لتعزيز الاستدامة وتحسين استخدام الموارد ونحن بحاجة من أجل تسخير الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق الاستدامة إلى البدء الآن في توجيه تقنياتها بشكل أفضل وأقوى.

إن الخبراء يؤكدون حالياً، على أن الثورة الصناعية الرابعة سوف تجلب فوائد لا توصف وهم يقولون إن تلك الثورة المتصاعدة حالياً يحركها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى ويحذرون أننا سوف نتخلف عن الركب لو لم نلتزم بالبرنامج.

إن هذه الفوضى ـ والتي تعكس كذلك تأثير علم الروبوتات والتقنية الحيوية وتقنية النانو والجيل الخامس وأنترنت الأشياء - هي ثورة ذات أغراض عامة فقادتها وداعموهم يعدون أنها سوف تساعد المجتمعات على التصدي للتغير المناخي ومعالجة الفقر وعدم المساواة ووقف الخسارة الكبيرة للتنوع البيئي. إن من الممكن أن تحدث الثورة على هذا النحو وربما لا.

كيف يمكن للمجتمعات التقليل من خطر الاستخدام غير المقصود أو الجاهل أو الضار بشكل متعمد للجيل التقني القادم؟

لقد ركزّ عملي بشكل متزايد على تصادم عالمين. يتألف الغلاف التقني من الأشياء التي صنعها البشر والتي تشكل ما يقدر بثلاثين تريليون طن أو خمسين كيلوغرام (110 أرطال) لكل متر مربع من سطح الأرض. إن الغلاف الحيوي هو طبقة رقيقة تتشبث بسطح الأرض حيث تزدهر الحياة وحيث يتمتع البشر بمناخ مستقر نسبياً يمتد لعشرة آلاف سنة.

إن الغلاف التقني موجود في كل مكان حولنا وهو على المسار الصحيح لأن يصبح ما يطلق عليه «البنية التحتية المعرفية» مع القدرة على معالجة المعلومات والتفاهم والتذكر والتعلم وحل المشاكل وأحياناً حتى اتخاذ القرارات بأقل درجة ممكنة من التدخل البشري وذلك من خلال زيادة الأتمتة والتعلم الآلي.

طبقاً للتطور فإن هذا قد يشكل قفزة هائلة ولكن القرارات المتعلقة بتصميم وتوجه الغلاف الحيوي يجب أن تعكس الأهداف الاجتماعية وحالة الكوكب وعليه فإن بناء مستقبل أكثر استدامة يتطلب منا إعادة التفكير ببعض الافتراضات الراسخة عن دور التقنية والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص.

إن الأمر الضروري الأهم قد يكون توسيع الطرح السائد المتعلق بقدرة الذكاء الاصطناعي على التصدي للتغير المناخي فهذا الطرح في أبسط أشكاله يركّز على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع المناخ أو تحسين كفاءة أنظمة الطاقة أو التدفقات المرورية ولكن النظام المناخي مرتبط بشكل أساسي بالغلاف الحيوي بتنوعه البيئي والغابات والمحيطات والأنظمة الأيكولوجية الزراعية. إن تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول للتصدي لتحديات الاستدامة الملحة تتطلب تبني هذا الرابط مع الكوكب الحي ودورنا فيه.

إن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التعامل مع التغير المناخي يكمن ليس في تحسين الأنظمة ولكن في تعزيز قدرة الناس على أن يصبحوا حماة للغلاف الحيوي علماً أننا بحاجة لمثل هذه النظرة الأشمل بشكل ملح اليوم ولكن هناك خطران كبيران في سعينا لتوجيه الآلات الذكية لتعزيز حماية الغلاف الحيوي.

لا شك أن هذا النهج سيوفر الكثير من الإمكانات على دول عالمنا، كما أنه سيجدي كثيرا في توفير فرص ردع تغير المناخ بجهود فاعلة وبأقل الإمكانات، ولكن هذا يحتاج إلى تضافر دولي تشترك في خططه كافة الدول والمنظمات العالمية.

 

 

Email