تكساس «تتجمد» ولا أفق حلول

???? ?.???????

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعود الفضل إلى ويليام هوجان من كلية كينيدي في جامعة هارفارد في تصميم سوق الطاقة في تكساس. وعندما تجمد سكان تكساس وانفجرت الأنابيب التي تمدهم بالمياه، يُـقَـال إن تعليقه على ذلك جاء بما يفيد أن سوق الطاقة في الولاية عملت بما يتفق مع ما صـمـمت له.

الواقع أن هوجان مُـحـق، وهو ما ينبئنا بالكثير عن الطريقة التي يفكر بها بعض أهل الاقتصاد.

لسنوات، كانت إدارة مرافق الكهرباء عملاً مستقراً مملاً. ففي التصدي لتأثيرات الاحتكار، حددت مأموريات المرافق الأسعار وعملت على تثبيتها، وحصلت الشركات على معدل عائد على استثماراتها كان (من حيث المبدأ) كافياً لتغطية تكاليف الإنشاءات والصيانة بالإضافة إلى ربح عادل.

لكن خبراء الاقتصاد اشتكوا من أن المرافق لديها الحافز للإفراط في الاستثمار. فكلما ازداد حجم عملياتها وارتفعت تكاليفها الإجمالية، كلما ازداد ما يمكنها استخلاصه من القائمين على تحديد الأسعار.

تُـعَـد الكهرباء المنتج القياسي المطلق، فكل وحدة منها متماثلة مع الأخريات تماماً. وشبكة الطاقة في تكساس مغلقة، ومعزولة عن التجارة بين الولايات، وهي بالتالي معفاة من الضوابط التنظيمية الفيدرالية. فأي مكان أفضل، وأي منتج أفضل من هذا، لإثبات مزايا نظام تنافسي غير خاضع للتنظيم؟

لذا، اقترح الاقتصاديون إنشاء سوق حرة: دع شركات توليد الطاقة تتنافس على توصيل الطاقة إلى المستهلكين من خلال الشبكة الكهربائية المشتركة. وسوف تحكم العقود المختارة بحرية الشروط والأسعار. وسوف تعمل المنافسة على تعظيم الكفاءة، وتعكس الأسعار تكاليف الوقود وأصغر هامش ربح ممكن.

وبهذا، يتلخص دور الدولة في إدارة شبكة الطاقة المشتركة التي تربط المنتجين بالمستهلكين. في أوقات النقص، قد ترتفع الأسعار، لكن أولئك الذين لا يرغبون في الدفع يمكنهم إغلاق مفاتيح الكهرباء لديهم.

المشكلة هي أن الطلب على الكهرباء غير مرن: فهو لا يستجيب كثيراً للسعر، لكنه يستجيب للطقس. وواقع الحال حالياً في تكساس لا يفيد في التغلب على هذه الظاهرة.

يعيب النظام في تكساس ثلاث نقاط ضعف. فأولاً، كانت المنافسة الشديدة لتوفير الطاقة بأرخص طريقة ممكنة تعني أن الآلات، والآبار، والعدادات، والأنابيب، ودواليب الهواء غير معزولة ضد البرودة الشديدة ــ وهي نادرة لكنها ليست غير معروفة هنا. ثانياً، في حين كان من الممكن أن تتقلب أسعار الجملة بحرية، فإن أسعار التجزئة كانت تعتمد على العقد الذي وقعه المستهلك. ثالثاً، كان من الوارد أن ترتفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في اللحظات عندما يكون الطلب على الطاقة عند أعلى مستوياته ــ ولا يتجه إلى الانخفاض.

كان النظام الجديد ناجحاً في معظم الوقت. فقد ارتفعت الأسعار وانخفضت. وواجه العملاء الذين لم يوقعوا على عقود طويلة الأجل بعض المخاطر. كانت إحدى شركات تزويد الطاقة، واسمها Griddy، تقدم نموذجاً خاصاً: ففي مقابل رسوم عضوية شهرية بقيمة 9.99 دولارات، يمكنك الحصول على الطاقة بسعر الجملة.

الآن وبعد أخفاقات ومخاطر كثيرة..بينها الصقيع الكبير وما احدثه من آثار، تعود الطاقة إلى تكساس؛ وسوف تستغرق إمدادات المياه بضعة أيام أخرى. لكن المواد الغذائية نادرة وسوف يستغرق إصلاح المنازل المتضررة عدة أشهر. لقد عانى الملايين من أهل تكساس من تأثيرات تصميم اخترعه خبراء الاقتصاد. وجاءت تصرفات أحد هؤلاء الساسة، السناتور تِـد كروز، متوافقة تماما مع منطق السوق الحرة الذي تبناه النظام، فقد ارتحل إلى كانكون.

* المدير التنفيذي الأسبق للجنة الاقتصادية المشتركة في الكونجرس الأمريكي، وأستاذ في جامعة تكساس في أوستن.

opinion@albayan.ae

Email