منهج فاعل يعالج العجز في اختبارات «كورونا»

سايمون جونسون - الرئيس المشارك لتحالف سياسة كوفيد - 19، وأستاذ في مدرسة سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ت + ت - الحجم الطبيعي

لتتبع وجود فيروس سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لـكوفيد- 19، تعتمد الولايات المتحدة بصورة كبيرة على اختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل لتشخيص الفيروسات الحية على نطاق واسع.

وفي النسخة الأكثر شيوعاً من هذا النهج، ترسَل عينات- مسحات الأنف أو اللعاب- إلى المختبرات الكبيرة نسبياً، بهدف إرجاع النتائج في غضون 24 إلى 48 ساعة. ولسوء الحظ، رغم أن بعض الاختبارات الأولية تحرز تقدماً سريعاً، إلا أنه عادةً ما يستغرق الأمر من 7 إلى 22 يوماً للحصول على نتائج في معظم أنحاء البلاد.

وبالنسبة لفيروس سريع الحركة مثل سارس-كوف-2 الذي يمكن أن يتطور من الإصابة إلى النتيجة النهائية (الوفاة أو التعافي) في أقل من ثمانية أيام، فإن التأخر الكبير يعني أن اختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل لتشخيص الفيروسات الحية هو مضيعة للوقت والمال. إذ بحلول موعد معرفة النتيجة، يكون الأوان قد فات للقيام بأي شيء آخر.

وبالنسبة لـ«اختبار الترصد»، وهو جزء أساسي من استراتيجية منع تفشي المرض، يظهر عالمان غير متساويين إلى حد كبير.

إذ ستدفع الشركات الكبرى والجامعات مبالغ طائلة لإخضاع جميع موظفيها للاختبار بوتيرة عالية (مرة أو مرتين في الأسبوع، مع نتائج سريعة)، بينما لن يخضع غيرهم أيا كان للاختبار بصورة فعالة (لأن النتائج التي سيتم الحصول عليها بعد أكثر من ثلاثة أيام لها قيمة ضعيفة) وهذا الترتيب ليس فقط غير عادل إلى حد كبير (بطرق ستصبح مرئية بصورة متزايدة)؛ بل سيساهم في عودة ظهور المرض بوتيرة متكررة في الأشهر المقبلة.

ويعد الكشف السريع عن تفشي كوفيد- 19 حالياً الأداة الرئيسية المتاحة للحفاظ على سلامة الأشخاص، والاحتفاظ بأي مستوى معقول من النشاط الاقتصادي (والوظائف).

ويخضع حالياً، في الولايات المتحدة، أكثر من 750000 شخص في المتوسط لاختبار الفيروسات الحية يومياً. ولكن هذا بعيد من أن يكون كافياً في بلد يقطنه حوالي 330 مليون شخص، مع قوة عاملة تبلغ حوالي 165 مليوناً، وحوالي 57 مليون تلميذ في المدرسة، و20 مليوناً آخرين يحاولون الالتحاق بالجامعات.

ومع ارتفاع معدلات الإصابة في بعض الولايات الغربية والجنوبية (وأجزاء من الغرب الأوسط المعرضة الآن للخطر)، بلغت المختبرات الإقليمية طاقتها الاستيعابية القصوى، ويجب إجراء قدر متزايد من الاختبارات في مكان آخر.

وسيتعين على مقترحات الزيادة من عدد اختبارات تشخيص الفيروسات الحية إلى 100 مليون اختبار أسبوعياً (أو حتى يومياً) التغلب على قيود طاقة الاستيعاب– التي تنعكس في محطات الاختبار المزدحمة، ونقص الإمدادات الرئيسية.

ونظراً لأنه يُطلب من صناعة التشخيص السريري (التي تجري عادةً اختبارات فردية يطلبها الأطباء) التحول إلى الإنتاج الضخم، فإن مسابقة XPrize (إيكس برايز) لتعزيز التكنولوجيا اللامركزية (مثل الاختبارات السريعة في المنزل)، المدعومة برأس مال ضخم، ستساعد على ذلك، ولكن الأمر سيستغرق الوقت.

وما نحتاجه الآن للكشف عن تفشي المرض- ومن ثم استجابة الصحة العامة بصورة سريعة للبؤر الساخنة الناشئة لانتشار الوباء- هو نظام قابل للتطوير ومنخفض التكلفة، مبني على تقنية مجربة، وسلسلة إمداد قوية، وعملية تجميع العينات التي يمكن إجراؤها بدون إشراك العاملين الطبيين.

ويحتاج هذا النظام أيضاً إلى إنشاء بيانات يمكن استخدامها للحفاظ على توعية دقيقة وتفصيلية بالأوضاع لدى المسؤولين المحليين، وأي شخص يفكر في ركوب الحافلة، أو مقابلة الأشخاص داخل المنازل، أو إرسال أطفاله إلى المدرسة. ويمكن الآن بناء كل هذا بناء على اختبار مصلي لبقعة الدم المجففة (DBS)، وهي طريقة دقيقة للغاية للتحقق من الأجسام المضادة.

إن الولايات المتحدة تواجه كارثة صحية واقتصادية كبرى لسبب واحد بسيط: تعطل بنيتها الأساسية لاختبار كوفيد-19. وللتغلب على الفيروس، يحتاج صانعو السياسات والشعب إلى فهم نقط تفشي المرض، والمكان الذي من المحتمل أن يتفشى فيه بعد ذلك. إن نظام اختبار أفضل يعتمد على الفحص المصلي لبقع الدم الجافة متاح. فهل سيُستخدم في الوقت المناسب؟

 

 

 

Email