مع تحول التركيز الجيوسياسي العالمي نحو آسيا، أصبح نظام المحيط الهادي الهندي المتنوع والقائم على القواعد أكثر أهمية من أي وقت مضى، بما في ذلك ما يتعلق بمكانة أمريكا العالمية وحضورها المؤثر خاصة في المنطقة تلك، ولذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عامين عن رؤية خاصة بمنطقة المحيط الهادي والمحيط الهندي، على أساس كونها منطقة «حرة ومفتوحة» تتميز بتدفقات تجارية مفتوحة وحرية الملاحة واحترام سيادة القانون والسيادة الوطنية، والحدود القائمة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك بعض الدول بدأت تشغل موقعاً حساساً في أبعاده ضمن المنطقة هذه، سيؤدي إلى الإضرار بتلك السياسة والمخطط. ولذا باتت الاستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيط الهادي الهندي الأوسع نطاقاً تُواجه عوائق مستجدة، تهدد تركيزها على بناء نظام إقليمي قائم على القواعد مع قيادة ديمقراطية.
ولذا يبدو أنه على الولايات المتحدة أن تعزز ثقلها بالمنطقة على أساس كونها قوة كبيرة قائدة ومؤثرة، وأن تعطي ثقلاً استراتيجياً لسياسة الحفاظ على منطقة المحيط الهادي الهندي وفق الرؤية التي رسمتها، بما في ذلك عن طريق وضع خطة واضحة لمقاومة جهود تغيير الوضع الراهن في بحر الصين الجنوبي.
ولا شك أنه إذا غادرت شركة النفط الأمريكية «إكسون موبيل» أكبر مشروع للغاز في فيتنام، كما يبدو محتملاً، فسيصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً، نظراً لاهتمام الصين باستبعاد شركات الطاقة الإقليمية من بحر الصين الجنوبي.
ـــ أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز أبحاث السياسات في نيودلهي وزميل في أكاديمية روبرت بوش في برلين، وهو مؤلف لتسعة كتب، منها: القوة الآسيوية، الماء: أرض المعركة الجديدة في آسيا
