الاستراتيجية الذكية لتجنب الضرائب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤخراً، خطاباً عنيفاً ضد الشركة الأميركية المعروفة، هارلي دافيدسون المتخصصة في صناعة الدراجات النارية. والسبب وراء هذا الخطاب الذي هدّد فيه بفرض ضرائب «غير مسبوقة» على الشركة يكمن في كون هارلي تنوي الاستثمار في صناعات أخرى خارج أميركا.

وكانت الشركة صريحة ومقنعة في تفكيرها، إذ هدد الرئيس ترامب بالرفع من الضرائب على واردات أميركا من أوروبا، وقد دخلت بعضٌ من تلك التهديدات حيز التنفيذ. وما كان لأوروبا إلا أن ترد بفرض ضرائب مرتفعة على وارداتها من أميركا، بما في ذلك الدراجات النارية.

وتود شركة هارلي دافيدسون تجنّب الضرائب الإضافية التي تفرضها أوروبا، ويمكنها فعل ذلك عن طريق نقل بعض عملياتها الإنتاجية إلى الأماكن غير المعنية بهذه الضرائب المرتفعة. إذاً، فغضب الرئيس ترامب ليس في محله وليس عادلاً. فبالرغم من كونه عزز اليد العاملة في الشركة فإن كيفية تعامله مع التجارة قد تكون لها انعكاسات سلبية لثلاثة أسباب. وتستهدف الاستراتيجية الذكية للدول المستهدفة من هذه المواقف صادرات الولايات المتحدة الأميركية من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية.

وقد لا يرغب الشركاء الرئيسيون لأميركا في تنفيذ خططهم دفعة واحدة، فأحياناً تثير التهديدات القلق وبالتالي تصبح فعّالة مثل المساومة. لكن نظراً لسياسة التهديد والمواجهة، فمن المنطقي توقع المزيد من التصعيد، فالصين، مثلاً، فرضت ضريبة على فول الصويا الأميركي. ولعل الخبر السار هو أنه لا أحد يريد الخوض في حرب تجارية، إذاً فقد تتقلّص هذه الضرائب بشكل سريع وسهل.

* أستاذ في مدرسة سلوان للتسيير التابعة لمعهد ماساتشوسيت للتكنولوجيا

Email