الأمراض غير المعدية والصدمة الضرورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري وأمراض الرئة المزمنة، مسؤولة عن 70% من الوفيات في جميع أنحاء العالم. وهناك أدلة قاطعة على أن سلوكيات مثل التدخين، والخمول، والنظم الغذائية غير الصحية، تزيد من احتمالات الموت قبل الأوان من جراء الإصابة بالأمراض غير المعدية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الوعي الكبير بالمخاطر، فإن السمنة العالمية لا تخضع للرقابة اللازمة، في حين تستمر نسبة تعاطي التبغ في الارتفاع. وبينما تقوم جهات ومنظمات عالمية بالبحث عن حلول للحد من الأمراض غير المعدية، عليها الاستلهام من حركة مكافحة الإيدز. حيث يواصل الأشخاص المصابون بالفيروس بذل الجهود للاستجابة، وكانت قوتهم الفريدة عاملاً أساسياً في إحراز التقدم.

وبالمثل، يمكن لحركة الأمراض غير المعدية الفعالة التغلب على هذا الوباء، ومع ذلك، في عام 2015، وصف ريتشارد هورتون، رئيس تحرير مجلة «لانسيت»، مجتمع الأمراض غير المعدية بأنه يحتاج إلى «صدمة كهربائية للخروج من سباته»، وأضاف: «لكن من لديه الشجاعة لإنقاذه؟»

نحن نعتقد أن هناك دروساً يمكن تعلمها من نشطاء الإيدز. ونظراً لأن الاهتمام العالمي يركز على الوقاية من الأمراض غير المعدية، فإن أولئك الذين يسعون إلى السيطرة على الأمراض التي يمكن الوقاية منها ينبغي أن يتطلعوا إلى «العوامل الأساسية» لنجاح التنظيم المكافح لمرض الإيدز. اليوم، مع 70% من الأشخاص في العالم معرضين لخطر الوفاة المبكرة بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها، نحن ضمن «هؤلاء الناس». ويمكن لمجتمعات الأمراض غير المعدية والإيدز أن تتعلم من بعضها البعض.

* رئيس التوجيهات الاستراتيجية للسياسات في برنامج الأمم المتحدة المشترك المَعني بالإيدز

Email