إعادة اكتشاف أميركا اللاتينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل نتائج شبه محسومة ومتوقعة لانتخابات الرئاسة المكسيكية، يتساءل محللو أسواق المال عن مدى الضرر الذي سيلحق باقتصاد البلاد جراء انتخاب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (المعروف جماهيرياً باسم أملو)؟. والإجابة بحق هي أنه لا أحد يستطيع تخمين ذلك.

إن أحد الأسباب التي تدعو للأمل تخفيف أملو لخطابه وتوقفه عن التهديد بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وقد اتسمت الفترة التي أمضاها أملو نفسه كعمدة لمكسيكو سيتي بالاستقرار المالي، ولعب كارلوس يورزوا، وزير ماليته المحتمل، دوراً في ذلك. كما تحظى المكسيك ببنك مركزي قوي يتمتع بالاستقلالية كتقليد عريق راسخ. وقد قضى مدير حملة أملو وقتاً طويلاً في محاولة طمأنة المستثمرين، ويبدو أن الأسواق قد وضعت في حساباتها تقديرات شاملة لكل توابع ما قد يفعله أملو. وقائمة أسباب التفاؤل هنا تطول.

ربما تقوم الولايات المتحدة وأوروبا حالياً باكتشاف (أو إعادة اكتشاف) هذا، لكن أميركا اللاتينية تعرف جيداً من التاريخ أن الشعبوية تضمر داخلها خطاً استبدادياً خطيراً. فبداية من جيتوليو فارجاس في البرازيل، وخوان دومينجو بيرون في الأرجنتين اللذين حكما بلادهما قبل عقود، إلى دانيال أورتيغا في نيكاراغوا ونيكولاس مادورو في فنزويلا اليوم، نجد أن الشعبويين قد استهانوا بقواعد الديمقراطية وأساءوا استخدامها. وقد أمضى أملو القدر الأعظم من مسيرته السياسية الطويلة وهو يلعب بقواعد اللعبة الديمقراطية. ولا يحتاج المرء للاعتقاد بأنه يعتنق مبادئ هوغو تشافيز أو فيدل كاسترو ــ وهو ليس كذلك ـ حتى يستنتج أن رئاسته يمكن أن تؤدي إلى إلحاق مزيد من الضعف بمؤسسات الديمقراطية في المكسيك.

Ⅶكان عضواً في هيئة التدريس في جامعات هارفارد وكولومبيا ونيويورك.

Email