الاحتياجات الصحية للمرأة الأفريقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقّع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، في أواخر شهر أكتوبر الماضي، اتفاقاً مع الاتحاد الدولي للاتصالات السلكة واللاسلكية التابع للأمم المتحدة. ويتلخص الهدف من هذه الشراكة غير المنتظرة في تشجيع الاستعانة بالخدمات الرقمية «لإنقاذ الأرواح وتحسين صحة الناس». ولكن لعل السِّمة الأكثر إبداعاً التي تميز هذه الاتفاقية هي التعهد بدمج استراتيجيات الشمول المالي مع أساليب تسليم الرعاية الصحية الحديثة.

ويُعَد الشمول المالي مساراً مؤكداً لتحسين صحة الناس، وخاصة صحة النساء في الدول النامية. فالنساء اللاتي يمكنهن الوصول إلى حسابات مصرفية أو خيارات المدفوعات النقدية يملن إلى زيادة الاستثمار في أعمالهن وأسرهن، فيعشن بالتالي حياة أكثر صحة وإشباعاً.

ولكن في كثير من الأحيان، تركز المبادرات مثل تلك التي وقعت في أكتوبر على أحد أمرين: الصحة الإلكترونية أو المنتجات المالية مثل التأمين. ولأن قدرة الأفارقة على كسب المال وادخاره قد تشكّل الفارق بين الرعاية الجيدة أو انعدام الرعاية تماماً، فإن هذه الحال تُعَد فرصة مهدرة لمساعدة المرضى وبناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود.

وسوف يساعد الاتفاق المبرم بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات على تعزيز خلق الثروة في أماكن من إفريقيا تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية والخدمات المالية. وللإبقاء على هذا الزخم، يتطلب الأمر قدراً أعمق من الالتزام، وخاصة من جانب المجتمع الصحي العالمي، ولكن مهما بلغ تقدم الحكومات الإفريقية في تحويل خدماتها الصحية والمالية رقمياً، فإن احتياجات النساء لا بد أن تظل في صميم أي حل.

 

 كارل مانلان -  زميل أصوات جديدة في معهد أسبن، والرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة إكوبنك.

Email