الديمقراطية المشحونة واللامبالاة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قام الحزب الكمبودي الحاكم وهو حزب الشعب الكمبودي خلال العام الماضي بزيادة الضغوط بشكل كبير على خصومه السياسيين والمجتمع المدني، علماً أن الديمقراطية في كمبوديا كانت دائماً مشحونة ولم تكن الانتخابات حرة ونزيهة تماماً، بسبب اللامبالاة الأميركية.

لقد استخدم رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، سلطته لإسكات النقاد وإقفال وسائل الإعلام الصريحة، بما في ذلك صحيفة مستقلة تدعى صحيفة كمبوديا اليومية، كما طرد حزب الشعب الكمبودي المعهد الوطني الديمقراطي وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تركز على الحقوق والديمقراطية واعتقل منافسين سياسيين .

ولكن في الأسابيع الأخيرة، زاد هون سين الضغط، ما أدى بشكل أساسي إلى إنهاء محاولات كمبوديا المتزعزعة من أجل الديمقراطية، كما حلت محكمة حزب الإنقاذ الوطني الكمبودي، ونتيجة لذلك، من المحتمل أن يكون الحزب غير قادر على الاشتراك في الانتخابات الوطنية في العام المقبل، وكل ذلك فقط لضمان أن يفوز هون سين بفترة ولاية أخرى كرئيس للوزراء.

لقد تمكن الضغط الغربي في الماضي من إبقاء هون سين تحت السيطرة، حيث تمثل المساعدات الخارجية، بما في ذلك المساعدات من الولايات المتحدة، نسبة تصل إلى 40% من الميزانية الوطنية لكمبوديا، وبينما قامت إدارة الرئيس باراك أوباما بتوسيع التعاون مع كمبوديا، أثارت مراراً مسألة انتهاكات حقوق الإنسان مع هون سين بما في ذلك أثناء الزيارة المتوترة التي قام بها أوباما إلى فنوم بنه في عام 2012.

إن السياسات التي تتجاهل حقوق الإنسان والديمقراطية لن تفيد الولايات المتحدة أو المنطقة ومن شأن هذا النهج الذي يتجاهل هذه القضايا - في كمبوديا أو في أي مكان آخر - أن يترك الولايات المتحدة في وضع أضعف في نهاية المطاف.

* زميل أول لجنوب شرق آسيا في مجلس العلاقات الخارجية

Email