تغيير الولاءات السياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثبت ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الراحل،أن ليس هناك خطأ بتغيير الولاءات السياسية. ومع ذلك، من العار إظهار الولاء لحزب أو قضية مشينة، وكذلك بالنسبة لنيكولاي بوخارين، رئيس تحرير صحيفة «برافدا»، الذي كان مُفضلاً عند فلاديمير لينين. ولأكثر من عقد من الزمن بعد الثورة البلشفية، حاول بوخارين التوفيق بين فهمه الأكاديمي لـ«ديكتاتورية البروليتاريا» وتنفيذها في الواقع.

لكن حدث تغيير مع تولي جوزيف ستالين السلطة. وانحاز بوخارين اٍلى ستالين للتخلص من ليون تروتسكي وغيره من البلاشفة الذين سعوا إلى التقيد بأوامر لينين (وعارضوا ستالين).وسرعان ما ندم بوخارين.

وبمجرد استبعاد تروتسكي، هاجم ستالين جميع البلاشفة الكبار، ووصفهم بـ«أعداء الشعب»، وقد أُعدم بوخارين في عام 1938. كما دفع بوريس بيريزوفسكي، الرئيس السابق بوريتس يلتسين إلى التقرب من فلاديمير بوتين، ولكن بعد توليه السلطة، خسر بيريزوفسكي إمبراطوريته التجارية واضطر إلى الهجرة إلى انجلترا، حيث توفي في ظروف مشبوهة. كما راهن فرانز فون بابن أيضاً على ترويض زعيم ديكتاتوري، أقنع بابن الرئيس الألماني بول فون هيندينبيرغ بتعيين أدولف هتلر في منصب المستشار في عام 1933.

وهو سياسي ذو طابع استبدادي، واعتقد بابن أنه بمجرد أن يتولى هتلر السلطة، يمكنه السيطرة على الزعيم النازي الذي اعتبره بابن ريفياً متباهياً، وبدلاً من ذلك، في ليلة السكاكين الطويلة، قام النازيون بمطاردة وإعدام زملاء بابن الموثوق بهم، هربرت فون بوس وإريش كلاوسينر، وسيطروا على الحكومة. كان مصير بابن أكثر روعة من بوخارين، على الرغم من أن هتلر أرسله للعمل سفيراً بالنمسا ثم تركيا. وبعد الحرب العالمية الثانية، تمت تبرئة بابن في محاكمات نورمبرغ.

* أستاذة الشؤون الدولية وعميدة مساعدة للشؤون الأكاديمية في المدرسة الجديدة وزميلة بارزة في معهد السياسات العالمية

Email