حياتنا

طاقة آمنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الهيئة التنظيمية النووية في أوكرانيا لن تكون في موقف يسمح لها بضمان التشغيل الآمن للوحدات النووية التي بلغت سن الشيخوخة.

وليس الأمر أن قدرتها المهنية محل شك فحسب، كما أوضحت دراسة المركز الإيكولوجي الوطني في أوكرانيا، بل إن استقلالها أيضاً تقلص بشكل كبير بسبب القرار الذي اتخذته الحكومة مؤخراً بالحد من الالتزامات التنظيمية المفروضة على المشروعات والشركات المملوكة للدولة (إلا في ما يتعلق بالضرائب).

وكما اعترف البنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية فإن المفتشية التنظيمية النووية محظور عليها الآن أن تتولى زمام القيادة في إدارة عمليات التفتيش على السلامة، والذي يشكل انتهاكاً لشروط اتفاقية قرض البنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية.

هذا فضلاً عن التهديد المباشر الذي يفرضه الصراع العسكري الذي تدور رحاه مع المتمردين الذين تدعمهم روسيا في منطقة الدونباس في شرقي أوكرانيا.

وبعيداً عن المخاطر الواضحة المرتبطة بعدم الاستقرار، هناك أيضاً حقيقة مفادها أن أوكرانيا تعتمد على روسيا ليس فقط للحصول على أغلب الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها المسنة، بل أيضاً لمعالجة وتخزين أغلب وقودها المستنفد. بعبارة أخرى، كان اعتماد أوكرانيا على الطاقة النووية، التي تمثل نحو نصف ما تولده من الكهرباء، سبباً بزيادة ضعفها الاستراتيجية في مواجهة روسيا.

وهذا في حد ذاته لا بد من أن يكون كافياً لإقناع الحكومة الأوكرانية بعدم إدامة اعتماد البلاد على هذا المصدر غير الآمن والخطير للطاقة. وإذا لم يكن كذلك، فإن ذكرى كارثة تشرنوبل لا بد من أن تخدم كتذكرة صارخة بمدى الأضرار التي قد تترتب على وقوع حادث نووي.

ينبغي لأوكرانيا أن تغتنم تواريخ انتهاء صلاحية مفاعلاتها النووية كفرصة للسعي إلى تحقيق مستقبل طاقة أكثر أماناً واستدامةً.

* ناشطة أوكرانية في قضايا المناخ والبيئة

Email