حياتنا

اقتصاد أزرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم أصبحت الحروب الفعلية بين الدول حول الموارد المائية نادرة، نظراً لتحسن الحوار والتعاون عبر الحدود.

لكن داخل البلدان، أصبح التنافس على المياه مصدراً أكثر شيوعاً لعدم الاستقرار والصراع، خصوصاً أن التغير المناخي يزيد من شدة وتوتر الظواهر الجوية الحادة. وكما نبين في تقريرنا الجديد «مرتفع وجاف: تغير المناخ والمياه والاقتصاد»، يقلص توافر المياه النادرة وغير المنظمة من النمو الاقتصادي، ويحرض على الهجرة، ويشعل الصراع المدني الذي يغذي هجرة غير مستقرة على المدى البعيد.

كانت هذه الظاهرة واضحة في بعض المناطق على مدى عقود. في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، خلال العقدين الأخيرين تسببت قلة الأمطار أحياناً في أعمال العنف نتجت عنها حروب أهلية وتغيير النظام.

وفي أجزاء كثيرة من أفريقيا الريفية والهند، تم اعتبار تدهور معدلات سقوط الأمطار «عاملاً يدفع» للهجرة الداخلية أو عبر الحدود إلى أماكن أكثر وفرة للمياه، إذ شهدت أغلب المدن ضغوطاً اجتماعية جديدة بسبب ارتفاع أعداد النازحين.

في تقريرنا، نتوقع أن تزيد ندرة المياه من خطر الصراع، كما أنها تولّد سلسلة من الصراعات والعنف والنزوح، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص المياه، مثل الشرق الأوسط ومنطقة الساحل في أفريقيا، حيث تظل الزراعة مصدراً مهماً للشغل.

لحسن الحظ، هناك وسيلة لتجنب دوامة الفقر والحرمان والصراع. ولن يتحقق ذلك إلا إذا عملت البلدان الآن على تنفيذ سياسات وممارسات فعّالة لإدارة المياه، تدعمها حوافز مخططة جيداً. وبهذا تستطيع هذه البلدان ليس فقط تجاوز ندرة المياه، بل رفع معدلات النمو الاقتصادي لديها بنسبة تصل إلى ست نقاط مئوية سنوياً.

* منسقة دولية للتنمية وإدارية في البنك الدولي

Email