حياتنا

ظاهرة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظل السياسة الهندية مدهشة ومروعة. والطفرة الحالية في حراسة البقر ــ وهي ظاهرة هندية فريدة بدأت أخيراً في الازدهار في ظل حكومة حزب بهاراتيا جاناتا ــ ليست استثناء.يعبد الكثير من الهندوس المتشددين البقرة، خاصة في الولايات الهندية الشمالية، ويشيع رفض تناول اللحم البقري في هذه الولايات.ولكن ليس الأمر دائماً خياراً شخصياً. فقد مررت عدة ولايات هندية قوانين تجرم ذبح الأبقار، وقد حظر بعضها حيازة اللحم البقري واستهلاكه إجمالاً. ولا يجوز قانوناً ذبح الأبقار واستهلاك اللحم البقري إلا في خمس فقط من ولايات الهند الـ29، والتي تقع بالأساس في الجنوب والشمال الشرقي.

طبقة «الداليت» الدنيا في المجتمع تعمل تقليدياً على دباغة الجلود في الهند، وهو جزء من الاقتصاد، والمتعصبون الجدد لا يسمحون باقترابهم من جثث البهائم الميتة في الشوارع، وقد حدثت العديد من الاشتباكات بسبب هذا التعارض، وظهر تعصب جديد للأمر في أكثر من واقعة، وفي السادس من أغسطس، خرج رئيس الوزراء ناريندرا مودي أخيراً عن صمته حول المسألة، محذّراً الناس من حُماة الأبقار المزيفين، الذين يحاولون خلق صراع اجتماعي. وأعلن أن «على كل الولايات اتخاذ إجراء صارم ضد هؤلاء الأشخاص». جاءت كلمات مودي بالتأكيد مريحة لأولئك الذين شكّوا في استعداد الحكومة للوقوف ضد مؤيديها.

ومع ذلك، ما زالت حراسة الأبقار بعيدة عن الاندثار في الهند. إذا سمح «الداليت» بتراكم جثث الأبقار المتعفنة حول البلاد، ربما ستغلب عليها رائحة التعفن في النهاية، ولكن مع قوة الشوفينية، سيكون لدى الكثير من الهنود أسباب كثيرة لسد أنوفهم رغم ذلك.

* وكيل سابق للأمين العام للأمم المتحدة ووزير الدولة لتنمية الموارد البشرية في الهند.

Email