حياتنا

طب حيوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبلغ مجموع الاستثمارات السنوية في بحوث الطب الحيوي في مختلف أنحاء العالم مئات المليارات من الدولارات، ولكن على الرغم من ربع قرن من الاستثمار المكثف في البيولوجيا البنيوية، فإننا لا نزال عاجزين عن الانتقال من فهم الجزيئات إلى فهم أنظمة كاملة. والتوصل إلى نموذج للديناميكيات العاملة بين عمليات متعددة ــ كيميائية وفسيولوجية ونفسية ــ من شأنه أن يمنحنا بصيرة جديدة ورؤية شاملة للكيفية التي تعمل بها الأمراض.

وفي مجال الطب وأبحاثه الكثير من القصص المذهلة حول الطريقة التي تسمح لنا بها هذه المعلومات باستيعاب مفاهيم جديدة، والاستمرار في وضعها في إطار منطقي، حتى عندما تشتمل على سياقات عديدة وارتباطات غير متوقعة. فنحن نتعامل مع التأثيرات الناتجة عن السرد باعتبارها من الأمور المفروغ منها: نهايات مفاجئة، ومواقف مثيرة، ورغبة قاهرة في القراءة والمشاهدة إلى النهاية. وإذا كانت النماذج البيولوجية والذكاء الاصطناعي هذه الديناميكيات، فإنها ستوضح لنا كيف يمكن لعناصر غير متوقعة أن تنشأ من ترابط ناشئ.

دمج هذه المبادئ قد يسفر عن نشوء قدرات تشخيصية جديدة وأشكال جديدة من العلاجات الفردية، حيث يتم تصميم علاج مختلف لكل شخص على حِدة. فحالياً، نقاوم عدوى مثل الفيروس التاجي بالاستعانة بلقاح مصمم خصيصاً لاعتراضه وإيقافه. ولكن ماذا لو توصلنا إلى وسيلة لضبط جسم الإنسان بحيث يرفض كل أشكال العدوى؟ على سبيل المثال، هناك حالات قليلة من المناعة الطبيعية لفيروس نقص المناعة البشرية، ولكننا غير قادرين على فهم السبب وراء هذه المناعة.

يتمثل التحدي الأكبر في بحوث الطب الحيوي والعلوم المتصلة بالكمبيوتر في وضع نماذج للديناميكيات العاملة بين عمليات متنوعة على مستوى الأجهزة الحيوية بالكامل. وبمجرد التوصل إلى تحقيق هذه الغاية، فسيكون بوسعنا تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على تحقيق اختراقات غير متوقعة وفهم الكيفية التي يدعم بها جسم الإنسان المرض أو يقاومه.

* باحثة أكاديمية في جامعة مولبورن

Email