الخوف من «متلازمة اليابان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عصر اتسم بضعف توليد الدخل وعجز الحساب الجاري الذي بدا مزمناً، كانت هناك ضغوط للكشف عن مصادر جديدة للنمو الاقتصادي، تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي بقوة لتجنب نتيجة أشبه بما حدث في اليابان ــ فترة مطولة من انكماش الأصول والتي قد تؤدي إلى إحداث ركود دائم في الموازنة العمومية.

وفي حقيقة الأمر، وقع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسيراً للوحش الذي خلقه. وكانت النتيجة الطبيعية هي أنه أصبح أيضاً حازماً في حماية أسس الاقتصاد الأميركي التي ترتكز على السوق المالية.

ولهذا السبب إلى حد كبير، فضلاً عن الخوف من «متلازمة اليابان» في أعقاب انهيار فقاعة الأسهم في الولايات المتحدة، ظل بنك الاحتياطي الفيدرالي حريصاً بإفراط على الملاءمة خلال الفترة 2003 ــ 2006.

 فقد أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند أدنى مستوياته في 46 سنة بنحو 1% حتى يونيو 2004، قبل أن يرفعها سبع عشرة مرة في زيادات صغيرة مقدارها 25 نقطة أساس لكل تحرك لفترة امتدت عامين من منتصف 2004 إلى منتصف 2006. ولكن على وجه التحديد خلال هذه الفترة من التطبيع التدريجي والملاءمة المطولة نثرت موجة جامحة من خوض المخاطر بذور الأزمة الكبرى التي أعقبت ذلك بعد فترة وجيزة.

يرث بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم الخطر الأخلاقي المتأصل بعمق في اقتصاد الأصول. وفي لغة عالية المشروطية صيغت بعناية، يشير البنك إلى قدر أعظم من التدرجية نسبة إلى استراتيجية التطبيع التي انتهجها قبل عشر سنوات.

وكلما طال أمد بقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي أسيراً لهذه الذهنية، كلما أصبحت معضلته أكثر شِدة، لذلك فإن الأمر يستلزم وجود بنك مركزي مستقل بشدة لفطام الاقتصاد الحقيقي عن الأسواق. أما بنك الاحتياطي الفيدرالي المستغرق في الاقتصاد السياسي لمناقشة النمو فهو غير قادر على أداء هذه الوظيفة.

* عضو هيئة التدريس في جامعة ييل

Email