حياتنا

مفارقة الأمراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى العقود العديدة الماضية، تحسنت مستويات المعيشة وأنماط الحياة، وتحسنت عوامل الخطر البيولوجي عموماً على مستوى العالم (باستثناء السمنة)، أي أن عدد حالات الإصابة الجديدة بأغلب الأمراض غير المعدية باستثناء السكري كان في انحدار، خلافاً للاعتقاد الشائع.

وبرغم ذلك فإن انتشار الأمراض غير المعدية كان في ازدياد، لأن التحسن الذي طرأ على القدرة على البقاء لأعمار أطول كان أسرع من انخفاض معدلات الإصابة بهذه الأمراض. فقد انحدر العاملان، ولكن انحدار أحد العاملين كان أكبر وأسرع.

هناك العديد من العوامل التي تدعم المكاسب الكبيرة الأخيرة في القدرة على البقاء إلى أعمار متقدمة، والأشخاص الذين يعيشون بأمراض مزمنة قد يموتون، ليس بسبب هذه الأمراض فقط، بل لأسباب أخرى أيضاً، بما في ذلك الأمراض غير المعدية الأخرى، والعدوى الحادة، والإصابات.

وبصورة خاصة، كان اكتساب المزيد من القدرة على الوصول إلى رعاية صحية أعلى جودة سبباً في تحسن معدلات البقاء بشكل كبير بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون بأمراض غير معدية، بما في ذلك مرض السكري،

فالزيادة في معدل الانتشار في العقود الأخيرة، بالنسبة إلى العديد من الأمراض غير المعدية، تعكس زيادة في الانتشار في المراحل المبكرة من المرض فقط، أي أن الزيادة الإجمالية في انتشار المرض كانت سبباً في حجب تناقص معدلات انتشار المرض في مراحله المتأخرة أو مراحله المعقدة.

إن أغلب المشكلات الصحية المرتبطة بالأمراض غير المعدية ــ مثل الألم المزمن، والنوم المضطرب، والاكتئاب، والعجز، والوفاة المبكرة ــ ترتبط بالمراحل المتأخرة أو المرض المعقد، وليس بالمراحل المبكرة أو المرض غير المعقد. وكلما تفوق «تأثير الشِدة» على «تأثير الانتشار»، فإن زيادة الانتشار الإجمالي للأمراض غير المعدية سوف تكون مصحوبة بتناقص التأثير الصحي، وليس زيادة «بصمة» المرض كما يفترض على نطاق واسع.

مارتن توبياس*

* طبيب الصحة العامة في ولنجتون بنيوزيلندا.

Email