حياتنا

وقت الشاي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انعقد مؤتمر «حفل الشاي» في ناشفيل بولاية تينيسي، كان ردود أفعال المؤسستين السياسية والإعلامية في أميركا تتألف من خليط من الترقب الحذر والازدراء. في حين مالت وسائل الإعلام الرئيسية إلى تصويرهم باعتبارهم جهلة وقرويين، أو رعاعاً سلبيين يتمتعون بمشاعر خام ولكن أقل القليل من المهارات التحليلية، يحركهم زعماء الدهماء ويستغلونهم لتحقيق مصالحهم الخاصة.

من المؤكد أن طبيعة حركة حفل الشاي الشعوبية المغبونة ـ وتكوينها من ناخبين غاضبين من ذوي البشرة البيضاء المنتمين إلى الطبقة المتوسطة ـ تضرب بجذور عميقة في تاريخ الولايات المتحدة، وتشتعل نيرانها في أوقات التغيير. ولكن المراقبين الذين شبهوا هؤلاء بحزب الجهال العنصريين المصابين بجنون العظمة، والمناهضين للمهاجرين، يقرأون الحركة بشكل بالغ السطحية.

والواقع أن هؤلاء الذين يسخرون من هذه الحركة وينبذونها ليس من مصلحتهم أن يفعلوا ذلك. ففي حين قد تكون بعض حفلات الشاي عنصرية أو ربما تركز على مواضيع غريبة ـ مثل صلاحية شهادة ميلاد باراك أوباما ـ فإن الكثير من مرتاديها، هؤلاء الذين كانوا يشكلون جزءاً من جهود القاعدة العريضة، يركزون على قضايا تستحق الاحترام. وإذا أصغيت إليهم بدلاً من الإنصات إلى روايات تم تناقلها عبر المرآة المشوهة لوسائل الإعلام الرئيسية، فسوف تستمع إلى مظالم عميقة، فضلاً عن بعض المقترحات السابقة لعصرها في واقع الأمر.

إن الحركات الشعوبية، في أسوأ أحوالها، قد تنحدر إلى الغوغائية. ولكن حركة حفل الشاي في أفضل أحوالها (أو في أصلها) هي حركة دستورية. والواقع أنها تثير مشاعر الصحوة ـ التي طال انتظارها ـ في أميركا.

إن أتباع حركة حفل الشاي غاضبون ـ وهذا الغضب مبرر من أكثر من جانب ـ ولكن أغلبهم ليسوا عبارة عن مجموعة من المجانين. ولعل هذا الوصف أو التشخيص يناسب هؤلاء الذين يفضلون تجاهلها.

 

* ناشطة سياسية وناقدة اجتماعية

Email