الأمراض غير المعدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مارتن توبياس*

من مقولات آينشتاين الشهيرة: «كل شيء لابد وأن يكون بسيطاً قدر الإمكان، ولكن ليس أبسط من ذلك». إلا أن المناقشة الدائرة حالياً حول الوباء العالمي من الأمراض غير المعدية (الأمراض المزمنة مثل القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، والسرطان) تجاهلت هذه النصيحة. فقد أفرط صناع القرار السياسي في تبسيط هذا التحدي بالتركيز على الانتشار المتزايد للأمراض غير المعدية ــ العدد الهائل من الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض ــ والذي أزعم أنه ليس المشكلة الحقيقية.

صحيح أن كل مناطق العالم تقريباً تشهد حالياً زيادة في انتشار الأمراض غير المعدية ــ ويرجع هذا جزئياً إلى حقيقة مفادها أنه في الوقت الذي تتراجع معدلات الوفاة الناجمة عن الأمراض المعدية الحادة والإصابات، يعيش الناس فترة كافية لاكتساب هذه الأمراض. ولكن الأمراض غير المعدية أصبحت في تزايد مستمر لعدة أسباب أخرى ديموغرافية ووبائية أيضا ــ ومن المؤكد أن فهم هذه الأسباب لابد وأن يخلف انعكاساته على السياسة الصحية، بل وحتى التنمية الاقتصادية.

هناك العديد من العوامل التي تدعم المكاسب الكبيرة الأخيرة في القدرة على البقاء إلى أعمار متقدمة. والأشخاص الذين يعيشون بأمراض مزمنة قد يموتون ليس فقط بسبب هذه الأمراض بل وأيضاً لأسباب أخرى ــ بما في ذلك الأمراض غير المعدية الأخرى، والعدوى الحادة، والإصابات. وبصورة خاصة، كان اكتساب المزيد من القدرة على الوصول إلى رعاية صحية أعلى جودة سبباً في تحسن معدلات البقاء بشكل كبير بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بأمراض غير معدية، بما في ذلك مرض السكري.

إن أغلب المشاكل الصحية المرتبطة بالأمراض غير المعدية ــ مثل الألم المزمن، والنوم المضطرب، والاكتئاب، والعجز، والوفاة المبكرة ــ ترتبط بالمراحل المتأخرة أو المرض المعقد، وليس بالمراحل المبكرة أو المرض غير المعقد.

* طبيب الصحة العامة في ولنجتون بنيوزيلندا

Email