حياتنا

بشر أصحاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير العديد من التوقعات إلى أن اقتصاد الأسواق الناشئة الأربع البرازيل والصين والهند والمكسيك وروسيا الأضخم حجماً سوف يتفوق بحلول عام 2030 على اقتصاد مجموعة الدول السبع الكبرى مجتمعة، وبحلول عام 2050 فإن اقتصاد الأسواق الناشئة اليوم سوف يمثل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي، بل إن هذه الدول سوف تمثل أيضاً حصة أكبر من تعداد سكان العالم. وتفترض كل هذه التوقعات أن النمو الاقتصادي سوف يتولد في المدن.

ولكن هل تتمتع المدن في الأسواق الناشئة بالقدر الكافي من الصحة لدفع النمو الاقتصادي السريع؟ إن القضايا التي تشغل أذهان صناع السياسات الصحية والممارسين في ليما، وكلكتا، وجاكرتا، تعكس ظروفاً مناخية وجغرافية وتاريخية وثقافية مختلفة. فكل مدينة تشكل حالة خاصة في نهاية المطاف. ولكنها تشترك جميعها في بعض السمات العامة.

وتتمثل إحدى هذه السمات في تحول عبء الأمراض الحضرية من الأمراض المعدية إلى الأمراض المزمنة ـ أو ما نستطيع أن نطلق عليه «أمراض الوفرة». والسمة الثانية التي تشترك فيها مدن الأسواق الناشئة هي أن التركيزات الكثيفة من الفقر تساعد في خلق بيئات هشة تعمل على توليد الاضطرابات المدنية، وتفضي إلى الوفاة والإصابات. وهناك أيضاً حاجة ملحة إلى معالجة حقيقة افتقار الصحة العامة والتعليم الطبي في الأسواق الناشئة إلى التكامل. والواقع أن العاملين في مجال الصحة العامة والأطباء، على اختلاف أنماط التدريب الحاصلين عليها وتفاوت عقلياتهم، يعملون غالباً في بيئة أشبه بالصومعة ـ الأمر الذي لا يصب في مصلحة السكان الذين يخدمونهم. إن النمو الحضري في بلدان الأسواق الناشئة ـ والتركيزات المقابلة له من الفقر ـ كان يشكل دوماً تحدياً لقدرة الحكومات على توفير الإسكان المدعوم، وإمدادات المياه والصرف الصحي، وخدمات إدارة النفايات الصلبة، والتعليم ـ وكل هذا يؤثر بشكل مباشر على الصحة في المناطق الحضرية ـ فضلاً عن خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

 

* وزير المالية البرازيلي السابق ومحافظ البنك المركزي البرازيلي

Email