مناظرة جنية الثقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عام 2011، وصف رجل الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل بول كروغمان الخطاب المحافظ حول عجز الموازنة بتعبيرات مثل «حراس السندات» و«جنية الثقة». فما لم تخفض الحكومات عجزها، فإن حراس السندات سوف يضغطون عليها بدفع أسعار الفائدة إلى الارتفاع عنوة. أما إذا خفضت الحكومات العجز فإن جنية الثقة سوف تكافئهم بتحفيز الإنفاق الخاص بما يتجاوز تثبيط خفض العجز له ، ويرى كروغمان أن ادعاء «حراس السندات» قد يكون صالحاً لقِلة من البلدان، مثل اليونان..

ولكنه زعم أن «جنية الثقة» لم تكن أقل خيالية من الجنية التي تجمع أسنان الأطفال ، وقد ناقشت هذه النقطة مؤخراً مع كروغمان وكان ملخص حجتي أن التوقعات السلبية من الممكن أن تؤثر على نتائج السياسات..

وليس فقط فرص تبنيها. وبعد تفكير، أظن أنني كنت مخطئاً. فباستثناء حالات قصوى، من غير الممكن أن تتمكن الثقة من استخلاص نتائج جيدة من سياسة رديئة، والافتقار إلى الثقة من غير الممكن أن يجعل السياسة الجيدة تفضي إلى نتائج سيئة.

إن كل أتباع جون ماينارد كينز يعلمون أن خفض العجز في وقت الركود سياسة سيئة. فالركود في نهاية المطاف يُعَرَّف بالنقص في إجمالي الإنفاق. ومحاولة علاج الركود بخفض الإنفاق أشبه بمحاولة علاج شخص مريض باستنزاف دمه (بالحجامة).

كان من الطبيعي إذن أن نسأل خبراء الاقتصاد/ ودعاة الحجامة مثل ألبرتو أليسينا من جامعة هارفارد وكينيث روجوف كيف يتوقعون لعلاجهم أن يعمل. وكانت إجابتهم أن الاعتقاد بأنه ناجح ــ جنية الثقة ــ من شأنه أن يضمن نجاحه.

الواقع أن العلاج، كما حدث بالفعل، أتى أخيراً بعد سنوات من الموعد المنتظر، وليس من خلال الحجامة المالية، بل بفِعل التحفيز النقدي الضخم. وعندما نجح المريض المنهك أخيراً في الوقوف على قدميه مترنحاً، أعلن أبطال الحجامة المالية في نبرة منتصرة أن التقشف نجح.

 

* عضو مجلس اللوردات البريطاني، وأستاذ الاقتصاد السياسي الفخري في جامعة وارويك

Email