«فرنسا تدق ناقوس الخطر»

أوروبا والغرب بصفة عامة ساندوا «الإخوان» منذ تأسيس حسن البنا لفرقة الكشافة مداراة لأهدافه ونواياه غير المعلنة، فقد استعار «التقية» وقبِلَ بأن يكون منافقاً ومخادعاً في سبيل تشكيل تنظيمه في 1928، وليس مستبعداً أن يكون ذلك التمويه نصيحة تلقاها من سفير أوروبي، وخاصة البريطاني صاحب أول تمويل نقدي!

وقد أضحكنا تصريح وزير داخلية فرنسا وهو يتحدث عن مخاطر «الإخوان»، فقد كان كل كلامه يشير إلى اكتشافات توصلت إليها الأجهزة المعنية لديه، وذكر «التقية» التي يتخفى خلفها ذلك التنظيم المتشعب في مجتمعه، وسبب الضحك هو أن هذا الوزير ربما يكون من أولئك الذين «يصعدون» ويتولون مناصب ليس لهم علاقة بها.

فالفرنسيون منغمسون في مستنقع «الإخوان» منذ وقت طويل، وتكفيهم ليبيا كمثال حي على علاقتهم الوثيقة، فهم من مهدوا الطريق بالتدخل العسكري والدبلوماسي والسياسي المباشر، حتى أوصلوا «ميليشياتهم» ومجرميهم إلى طرابلس وغيرها من المدن، ثم شجعوهم على اقتسام السلطة بينهم بعد تمزيق وطنهم!

من يقول اليوم إن «الإخوان» دولة داخل الدولة لا يكشف عن شيء جديد، فالسوابق موجودة، ولا نظن أن الأجهزة الأمنية الفرنسية كانت نائمة أو غافلة عنهم، فهم من أرسلوا الغنوشي إلى تونس ليحكمها في سنوات التردي اللاحقة للربيع المخزي، وهم من كان يقيم عندهم قادة الحرب الأهلية، التي استمرت عشر سنوات في الجزائر، وهم مع جيرانهم من استضافوا فلول الحركات «الإخوانية» في دول أخرى.

ومن بينهم الذين قاتلوا في صفوف تنظيمات يفترض أنها محظورة، وهم، أي الأوروبيين والأمريكان، من يرفضون رفضاً قاطعاً تصنيف التنظيم الدولي للإخوان وفروعه ضمن قائمة الإرهاب، وهم ما زالوا يستخدمونهم من أجل مصالح ومنافع مؤقتة في مناطق النزاعات، وأيضاً في البلاد الآمنة عندما يريدون تحقيق مكاسب من إرباك أمنها الداخلي!

اليوم تنبهت فرنسا إلى خطر «الإخوان»، وبلا أدنى شك لم يتخذ هذا القرار إلا بعد أن تجمعت لديهم أدلة موثقة، ولهذا «دق ناقوس الخطر» الفرنسي، وقد تتبعه «نواقيس» ألمانيا وبريطانيا وسويسرا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية.