حفل صاخب في قاعة «الكنيست» الإسرائيلي، وكأنه «عرس» جماعي، الكل يمدح نفسه، والكل يشيد بالآخرين، والحضور مهمتهم التصفيق، يقفون ويجلسون مع كل اسم ينادى عليه، و«أبو العروس»، الرئيس ترامب، بانت على ملامحه السعادة، فهو الوحيد الذي اتفق الجميع على الوقوف له وترديد اسمه.
حفل ممل، فيه إضاعة للوقت، وإيذاء للسمع والعين، من شاهده خرج بنتيجة واحدة، وهي أنه أقيم لسبب واحد، هو «إعادة تلميع نتانياهو»، خططت له إحدى تلك الشركات الدولية المتخصصة في العلاقات العامة وتنظيم الاحتفالات، فالانتخابات على الأبواب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بحاجة إلى إزالة الشوائب العالقة به، فهو لا يزال في نظر 90% من دول العالم مجرم حرب، وحتى داخل إسرائيل، يكفيه أنه لم تعلق له صورة واحدة من قبل عائلات المختطفين، ولم تكتب كلمة إشادة باسمه في «لافتات» ملأت الشوارع، ونصف أعضاء مجلس النواب أو أكثر رفضوا الوقوف عندما أشاد به رئيس المجلس الليكودي.
حفل أرادوا منه أن يسندوا لأنفسهم ما لا يستحقونه، ويحولوا إطلاق سراح 20 شخصاً نصراً لهم، بينما هناك 18 جثة في طريقها إلى أهلها، وهي لمختطفين قتلوا في الغالب بنيران جيشهم الذي كان يعلم بأن قصفه لغزة قد يطالهم، ولكن تعليمات القيادة السياسية برئاسة نتانياهو لم تكترث بهم، والأهالي لا يمكن أن ينسوا ذلك، وهم جاهزون للتعبير عن موقفهم في صناديق الاقتراع.
أرهق الرئيس ترامب نفسه، وأضاع وقته، وتأخر على الذين ينتظرونه في «شرم الشيخ»، وقبل بكل أسف أن يكون المشرف والشريك على تحسين الصورة المشوهة لرئيس وزراء إسرائيل، رغم أنها في حالة يصعب ترميمها وليس تحسينها، وقد علقت بها أفعال لا تغتفر، ولا يمكن أن تزول، حتى لو استخدمت أفضل أنواع «المنظفات والمطهرات»، وكان الأجدر بالرئيس ترامب أن يبحث عن بديل مقبول في المرحلة القادمة، مرحلة السلام الشامل.