وهل يفعلها اليوم؟!

إنه يوم حافل، الاثنين، الثالث عشر من شهر أكتوبر من السنة الميلادية الخامسة والعشرين بعد الألفين.

الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، سيصل إلى منطقتنا، التي يصرون على تسميتها بالشرق الأوسط، وهي لا تزال كما هي، المنطقة العربية، غير القابلة للتغير والتلون والتخلص من سماتها، ولا تسكت عن كل من حاولوا على مدى الدهور والأزمان أن يخضعوها، فهي العصية على من يعاديها، والوفية لمن يصادقها.

الرئيس ترامب قسم الزيارة إلى قسمين، القسم الأول يهدف منه إلى «تلميع مجرم الحرب» بنيامين نتانياهو، ومنحه دفعة جديدة من التأييد العلني والرسمي في مقر الديمقراطية الإسرائيلية، في «الكنيست»، حيث تجتمع الأحزاب والطوائف، وتتخذ قرارات دعم الاستيطان، والقتل بناء على الفكر العنصري، وسيبارك لهم جميعاً على ما أنجزوه في غزة.

والقسم الثاني للزيارة سيكون في «شرم الشيخ»، بأرض الكنانة، في مصر التي سيدخلها آمناً مطمئناً، ليحصد نتائج صحوته المتأخرة، والتي أثمرت نهاية لحرب إبادة، هو يتفاخر بأنه صاحب الإنجاز، والعالم أشاد به، لأنه نجح عندما قاس الأمور بمقياس إنساني، وهناك سيشهد توقيع اتفاق إنهاء مأساة غزة، وسيحضر قمة عالمية عاجلة أرادها دعماً لخطة السلام المطروحة منه شخصياً.

وستكون المنطقة في انتظار تفاصيل الخطة في مراحلها الأخرى، وكذلك العالم، وما هذه التوقعات المحتفى بها إلا بداية لطريق طويل، يوصل إلى نهاية حقبة بدأت في عشرينيات القرن الماضي، ونحن اليوم في منتصف عشرينيات هذا القرن، والفاصل 100 سنة، شهدت من المآسي ما شهدت، وزورت من الحقائق ما زُوِّر، وشارك فيها من شارك، وراح ضحية لها من الأبرياء من لا تعد ولا تحصى أعدادهم، ومع كل ذلك لم تستطع أسلحة الدمار أن تخفي ذلك الاسم عن خريطة العالم وذاكرته، وهنا لا بد أن يتوقف ترامب، ويفكر وهو يتلقى التهاني بنجاحه في وقف حرب غزة، فالقضية اسمها فلسطين، وستبقى كذلك، فلسطين الأرض والدولة والسيادة، بعيداً عن الأوهام والمبررات، فلسطين هي الحل، وترامب قادر على طرح هذا الحل بوضوح وعبارات صريحة، وليس بتلك الكلمات المبهمة التي سمعناها منه، فهل يفعلها ترامب اليوم؟!