بهذه الكلمات وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقطة في آخر السطر، وهو يتحدث عن الطفل المدلل «بيبي».
«بيبي» هو ذلك المراوغ الذي لا يؤخذ منه الحق، ولكن الباطل مهنة امتهنها منذ زمن طويل، ونجح في تسويق كل ما يرغب فيه، هو بنيامين نتانياهو، الذي وضع على حجر رؤساء أمريكا الذين عاصروا صعوده إلى قمة اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتركوه يفعل ما يشاء، ووفروا له «ألعاباً» قاتلة ومدمرة، وصفقوا له وهو يقتل البشر!
والرئيس ترامب واحد من أولئك الرؤساء، أعطاه ما لم يعط من قبل، ونفذ له طلبات لم يجرؤ على طلبها من الذين سبقوه، ولكنه أساء إلى سمعته، سمعة الرئيس، حتى اعتبره العالم شريكاً في الجرائم المكشوفة ضد البشرية، قتل عشوائي، وإبادة جماعية، وتجويع إلى حد الموت، وتشريد يتكرر، وانتقال من مطلب إلى آخر، ومن خطة إلى أخرى، فتخسر الولايات المتحدة أرصدتها على الساحة الدولية، ويشار إليها بأصابع اللوم على مساندتها المفرطة لمجرم الحرب المدان والمطلوب جنائياً، ويتشارك العالم في المناداة بصوت واحد، وبعبارات كانت في وقت من الأوقات محظوراً النطق بها ضد الدولة المحمية بالقوانين المفصلة لها فقط، وتسقط «معادية السامية» أمام «القتل المباح» الذي يقوم به نتانياهو ومن معه من الأحزاب العنصرية، وفي أيديهم سلاح أمريكي منح لهم دون مقابل!
ترامب رأى صورة قاتمة أمامه، وتلمس نهاية غير سارة لو استمر في اندفاعه خلف ذلك «البيبي»، فهو ذكي كما وصف نفسه قبل أسبوعين، والذكي لا يقوده المتلاعب نحو أهدافه المخالفة للطبيعة الإنسانية، وبدأ مرحلة فرض الحلول المؤقتة والسريعة تمهيداً للحل الدائم الذي يعيد الاستقرار للمنطقة والعالم، فطرح خطة، وناقشها مع الجميع، وحصل على موافقة صريحة من «بؤرة الخبث والحنث بالعهود»، وفوجئ بكلام يتغير حسب تغير المكان والمتابعين، واعتقد بأنه تذكر بأن نتانياهو من القوم الذين يحرفون الكلام ويفسرونه حسب أهوائهم، فأطلق تلك الجملة ليسد باب المراوغة والتنصل من الالتزامات الواجبة، فقال له «ليس لك خيار معي، نفذ الاتفاق».
فهل يفهمها نتانياهو؟