ترامب ونتانياهو وغزة

قيل إن ترامب سيذهب إلى إسرائيل، ولا ندري إن كان هذا الكلام صحيحاً أم هو مجرد إشاعة أطلقها فريق نتانياهو الإعلامي، وسوقها «ايدي كوهين» و«أدرعي» ومن على شاكلتهم.

المعلوم والواضح أن الرئيس الأمريكي في حالة خصام مع رئيس وزراء إسرائيل بعد تصرفاته الأخيرة المخالفة لتعهداته السابقة، ابتداء من الإصرار على منع المساعدات الإنسانية عن سكان غزة، وتنفيذ خطته القديمة بتقسيم قطاع غزة إلى مربعات منفصلة ويحكمها الجيش الإسرائيلي، المستمر في عمليات الإبادة الجماعية الممنهجة، مع تفريغ مناطق كثيرة من السكان الذين يكدسون في جزء صغير من القطاع.

ما نراه ونسمعه اليوم أن الولايات المتحدة وإدارة ترامب تتحدث بلغة، ونتانياهو ووزير دفاعه والمتطرفون من أعضاء حكومته يتحدثون بلغة أخرى، وقد لوحظ ذلك في كلمة نتانياهو المسجلة يوم الأحد، فقد كان مبتسماً، وهذا شيء نادر، وهو يعلن عن بدء هجومه الكبير عسكرياً على القطاع، رغم أن القطاع ما عاد فيه مكان قابل للغزو أو التدمير، وسكانه خسروا خلال 20 شهراً ما لا يمكن أن يُعد أو يُوصف، إلى درجة تفاخر بعض الحاخامات وبن غفير وسموتريتش بأنهم في كل يوم أصبحوا يقتلون 100 فلسطيني، فإذا كان هذا هو النصر الذي تحدث عنه نتانياهو في كلمته، فهو وبكل تأكيد كان يضحك على نفسه وليس فرحاً بنصر، فالقتل عار لا يُمحى، وهو إضافة إلى سجل هذا الشخص الممتلئ بالعار المرتبط بالفساد.

اليوم، أنظار العالم متجهة نحو سيد البيت الأبيض، الرجل الوحيد الذي يملك المقدرة على وضع نهاية للجرائم المرتكبة في غزة طوال 600 يوم تقريباً، بكلمة واحدة وحاسمة يستطيع أن يأمر فيطاع، ويستطيع أن يغير الصورة الراسخة في أذهان العالم عن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد لندون جونسون في الستينيات وحتى الآن، حتى يصنع لنفسه إطاراً مستقلاً، ويترك الرؤساء التسعة أو الثمانية الآخرين في الإطار الأسود الذي حشروا فيه، وهو، أي ترامب، ربما قد توصل إلى نتيجة بدأت تغير مفاهيمه، وهي أن شراسة نتانياهو واستهتاره تلحق تبعاتها برؤساء الولايات المتحدة الضعفاء، وهو يقول دوماً بأنه ليس ضعيفاً ولا يمكن أن يخضع مثل الذين سبقوه لأفعال غيره!