الإخوان ومسرحية «قافلة الصمود»

عندما اتخذت طائفة الإخوان قرار تنفيذ «المغامرة المدروسة» بواسطة حركة خالد مشعل، في 7 أكتوبر 23، كانت تهدف إلى العودة من جديد للواجهة، وقد تحقق لها ذلك.

الإخوان منذ ذلك التاريخ، يعيشون حالة من الفرح والانتشاء، افتقدوها عشر سنوات كاملة، وظنوا أنهم حققوا نصراً بعملية حملت اسماً كبيراً، وأنتجت مأساة ما زالنا نشهد تفاصيلها، طوفان الأقصى تحول إلى زوال غزة، وما زالوا سعداء، فهم يعتقدون بأن الحراك العالمي غير المسبوق يؤيدهم، والحقيقة لا تقول ذلك، ولا تعترف بهم وبذراعهم في القطاع، العالم يتحدث باسم فلسطين، وليس حماس، ويدافع عن الأبرياء، وليس الميليشيات الملثمة، التي تسرق المساعدات الإنسانية قبل أن تصل إلى أفواه الجائعين، بأمر نتانياهو، في مدريد وباريس ودبلن ولندن، وغيرها من العواصم، يرفع علم فلسطين، وليس علم حسن البنا.

الإخوان منذ ذلك التاريخ، لم يذكروا اسم غزة والضفة في منشوراتهم التي تغرق وسائل التواصل، لا يساندون، ولا يتعاطفون، ولا يرسلون المساعدات، هم يبحثون عن الانتقام من الذين أسقطوهم من فوق العروش الهشة في 2013، فأداروا حملات من الدول التي تحتضنهم، أوروبية كانت أو عربية، منقسمة على نفسها، يشتمون ويلعنون ويطلقون الأكاذيب ضد البلاد التي تقف مع أهل غزة، وعندما طرحت التساؤلات حول مساعداتهم للذين لا يجدون الطعام والدواء والعلاج، قرروا فتح خزائنهم، وأعادوا مسرحياتهم الدعائية، وجمعوا الجمع، ووحدوا الصفوف، ودفعوا لاستئجار أسطول أُطلق عليه اسم «قافلة الصمود»، وهو يتجمع في عدة موانئ، استعداداً للتوجه إلى غزة لكسر الحصار!

ألا لعنة الله على كل متلاعب بدماء الأطفال والنساء، وخزاهم مع المنافقين الكاذبين الذين يطبلون لهم، فهذا الأسطول مكوّن من زوارق شراعية، حملت مساعدات تخجل سفن وطائرات «أهل الشهامة» الذين يتطاولون عليهم من حملها، هم متيقنون من أن زوارقهم لن تقترب من غزة، ولكنها متطلبات المخرج القابع في «محفل» طائفة الإخوان الخارجة عن الملة في سويسرا!