روبيو عند سور الأقصى

وقف الوزير الأمريكي روبيو عند حائط البراق، وكأنه تلميذ ابتدائي، ينظر لمن حوله ويقلد ما يفعلونه «إذا اهتزوا اهتز» وإذا قرأوا قرأ، وإذا وضعوا أوراقاً مستنجدين بالحجارة استنجد، ودس ورقة طلباته بين شقوقها.

موقف يجلب العار، فالذي يقف على يساره مجرم حرب إبادة، مطلوب للعدالة الدولية، اسمه بنيامين نتانياهو، وعلى يمينه سفيره هوكابي، الذي يعلن على الملأ أنه «صهيوني»، وهو ليس منهم، ولكنه يرتدي أرديتهم، وآخرون كانوا يقفون أمام الحجارة، قيادات المستوطنات أو حاخامات أو لهم صفات لا نعرفها، كلهم كانوا في ذلك المشهد المشابه للذين وقفوا من قبل عند أسوار المسجد الأقصى المبارك، وسجلوا في قوائم الغزاة والمحتلين المستوطنين لأرض تكره الأغراب وتلفظهم.

إدارة ترامب مصرة على الانجرار خلف نتانياهو، ولا تخجل من إعلان ذلك، إلى درجة المبادرة بإعلان تأييد المخططات التوسعية والتمهيد لها، دون أن تفكر في الأضرار التي ستلحق ببلادهم، حتى أصبحت غير قادرة على جمع عشر دول في صفها بالأمم المتحدة، فالذي حدث عند التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة، يفترض أن يخجل تلك الإدارة، عشر دول، بما فيها أمريكا وإسرائيل، رفضت القرار، و12 دولة امتنعت عن التصويت، و142 دولة أيدت القرار، ولا يهم إن كان قابلاً للتنفيذ أم لا، المهم أن العالم بأغلبيته الساحقة، كان يقول للرئيس المتفرد «أنت مخطئ»، رغم أن الأكثرية أصدقاء لأمريكا، وبينهم عدد كبير من الحلفاء، ولكن الحق يغلب الباطل.

وتكرر الموقف في الدوحة بالأمس، 57 دولة عربية وإسلامية، اجتمعت لتدعم قطر بعد العدوان الإسرائيلي بأيام قليلة، ولتؤكد الموقف الثابت في مواجهة الاستيطان ومخططات التوسع في المنطقة، ولتعلن رفضها لسياسة إطلاق يد المتطرفين، وتركهم يعبثون، تحت مظلة الحماية الأمريكية، وبتأييد مطلق من إدارة دونالد ترامب.

إسرائيل اقتربت كثيراً من «خط النبذ» في العالم، أما عربياً، فالواضح أنها تجاوزته، بعد أن اختار نتانياهو العودة إلى حضن المستوطنين، ومارس من الجرائم ما يفوق الذين سبقوه، وإدارة ترامب تخسر كل يوم حليفاً وصديقاً!