دونالد ترامب هو الوحيد الذي اتجهت إليه الأنظار فور الإعلان عن الهجوم الصاروخي على حي سكني في العاصمة القطرية الدوحة، فهو الشريك الداعم لإسرائيل، فإن كانت إسرائيل هي التي قامت بذلك العدوان، فإن ترامب ولا أحد سواه كان موافقاً على تنفيذه.
ولا يمكن أن يجرؤ بنيامين نتانياهو على هذه الخطوة وتداعياتها دون حماية سياسية ودبلوماسية من البيت الأبيض، وكعادته خلط ترامب الأمور بكم هائل من التصريحات، بدأت بالمتحدثة باسم البيت الأبيض، مروراً بتسريبات للصحف المؤيدة للرئيس، ثم بظهور الرئيس والتناقض الفاضح في أقواله.
كثيرون لا يزالون مصرين على أن الولايات المتحدة كان لها دور في وصول الطائرات إلى عمق الخليج وضرب الدوحة، ولا يلامون، فالمعطيات تحول الشك إلى يقين، خاصة بعد إجراء عملية حسابية للمسافة الفاصلة ما بين نقطة الانطلاق والهدف، وعندما كذبت المصادر الأمريكية الرسمية، وقالت خلاف الحقيقة، وكشفتها الخارجية القطرية على لسان متحدثها الرسمي، ثم التصحيح في محاولة للترقيع، حتى اعترف ترامب بأن إنذارهم لقطر وصل بعد فوات الأوان!
وكثيرون ما زالوا يشككون في كل كلمة يقولها ترامب، وفي كل وعد يعد به ولا يستقر عليه، مثل الوعد والتأكيد بأن الهجوم على الدوحة لن يتكرر، ودون أن يدين من قام به، ومحاولة إرضاء قطر بتوجيه الأوامر لوزير خارجيته بالعمل على إنجاز الاتفاق الدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر، وصادف في اليوم التالي أن صرح نتانياهو بأنه سيضرب الدوحة وأي مكان آخر إذا لم تنفذ طلباته، وقال دون تردد إن «أيديهم تطال الجميع»!
فوضى عشوائية متفق عليها بين الاثنين، وراءها خطط مبنية على أفكار المتطرفين من المستوطنين واليمين الأمريكي الغارق في مجاهل الكتب الموضوعة، وقد يحققون نجاحاً مؤقتاً، ولكنهم على المدى البعيد هم الخاسرون، فقد أيقظت «ضربة الدوحة» الحلفاء قبل الأعداء.
فرب ضارة نافعة.