فالمحاكم خاوية، والعدالة تُقتل مع كل طفل، والقضاة نزعوا أردية كانوا يلبسونها ويتفاخرون بها، كل القضاة، من سادة الديمقراطية إلى حملة ألوية التفرقة والعنصرية، إلى من أقسموا على حفظ السلام والأمن في العالم، كلهم اختفوا خلف التبريرات والتفسيرات وكأنهم لا يرون ولا يسمعون، فكيف نطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم؟!
فالذي يحدث ليس صراعاً مع تنظيم أو حزب، وليس سلاحاً متطرفاً يواجه فئات متطرفة، وموقف المجلس من تلك الفئات محسوم منذ زمن طويل، فقد صنفتهم في قوائم الإرهاب، ولم تصنفهم الولايات المتحدة وأوروبا، أولئك الذين يتحدثون عن «حماس» ولا يذكرون الإخوان الذين يديرون شبكاتهم التخريبية من أراضيهم، من عواصمهم ومدنهم وأريافهم المتحضرة.
ويستعينون بهم متى أرادوا، وهم - أي الأمريكان - وأوروبا الغربية، من لا زالوا ينكرون الإبادة في غزة، وينفون الجوع الذي فرض على أهل غزة، وكان آخر وصف لما يحدث هناك «أن الظروف تسببت في موت آلاف المدنيين وشعور الأطفال بالجوع نتيجة نقص الأغذية».