وهذه صفعة ثالثة

مسحت دعواهم من سجلات محكمة العدل الدولية، وكأنها لم تكن، مثلها مثل الذين أشاروا على ألعوبتهم بالذهاب إلى لاهاي.

هم، بقايا الترابية الإخوانية المنافقة، من يعيشون في ملاجئ أوروبا تحت غطاء التنظيم الدولي والمحفل الذي لا تغيب عنه العقول المتفتحة، من سرقوا أملاك السودانيين، وشتتوا شعباً كان آمناً وكان عزيزاً في وطنه، ومن تاجروا بوحدة بلادهم وتعايش قبائلها وعشائرها، من مزقوا الولاء والانتماء، وهم من لم يحترموا زياً يرتدونه أو شعاراً أو قسماً رددوه وأيديهم فوق القرآن، وقد خانوا القرآن وأهل القرآن، واتبعوا البطلان!

هذه هي الصفعة الثالثة في أسبوع واحد، الأولى كانت من مجلس الأمن الذي لم يلتفت تقريره حول الوضع في البلاد التي أحرقوها بأيديهم إلى أكاذيبهم، وتعامل معها بهذا المفهوم ولم يضمنها في ملاحظاته المسجلة من لجنة الخبراء الدوليين، تلك اللجنة التي تقصت الحقائق على الأرض السودانية، واستقوا المعلومات من أهلها، ولم ترَ اللجنة غير خير الإمارات هناك، أما الصفعة الثانية فقد أنتجها الغباء الاصطناعي للحرامية المهربين، عندما أرادوا تمرير الذخائر والأسلحة لتكملة مسيرتهم الإجرامية، ومن أين؟ من بلادنا، ومن شدة الصدمة بعد صفعة القبض على ضباط البرهان وأفراد الخلية لم ينطقوا بكلمة، صمت القبور أصاب ألسنتهم، فالأسماء التي أعلنت حقيقية وليست وهمية، والذخائر المهربة بين الأيدي الأمينة، و«أكلوا خازوقاً» يليق بهم.

وجاءت الصفعة الثالثة، من محكمة العدل الدولية، حيث علقوا آمالهم، بعد أن صدقوا خبراء القانون الذين استشاروهم، وبعد أن ضربوا الطبول وأقاموا الأفراح، وجيشوا المغرر بهم، صفعة طارت من هنا إلى لاهاي واستقرت على وجوه نشف ماء الحياء منها، وعادوا إلى الوراء، تراجعوا وهم يمسحون السواد الذي غطاهم، تماماً كما مسحت المحكمة الدولية مطالبات البرهان من السجل.