مثل هؤلاء لا ينفع معهم غير البتر، واقتلاعهم من جذورهم، فهم أعداء لأوطانهم، يخونون أهلهم، ويوالون الأجنبي الذي لا يعرفونه، ويضعون أنفسهم في مرتبة فوق كل مراتب البشر، يظنون أنهم الفئة المختارة من بين كل فئات المجتمع، ولا يتعاطفون إلا مع من أعلن البيعة لمرشدهم.
لا حرمة للدم، ولا قيمة للأخوة، ولا اعتبار عندهم لقيم الإسلام ووصايا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم تمد لهم يد لم يعضوها في غفلة أو علانية إذا تمكنوا، ومن قال إنه قادر على «تدجينهم» خسر الرهان، وخسرت بلاده أسس العيش في استقرار وأمان.
هم الإخوان الذين أثبتوا مجدداً أن منحهم مساحة من الحرية في التحرك والتحزب والانتشار في المجتمع يجعلهم يتطلعون إلى المساحات المتبقية، يجهزون الخلايا السرية، ويمولون صفقات السلاح والمتفجرات ليرهبوا دولهم ومجتمعاتهم، وليحدثوا حالة من الفوضى والانفلات الأمني حتى يقفزوا فوق الكراسي، والأمثلة أمامنا، في الدول المقسومة اليوم في بلاد العرب، أشعلوا حروباً أهلية، وسيطروا على مناطق، وأعلنوا أنفسهم حكاماً، وأشاعوا الفساد حتى جاع الغني قبل الفقير.
هم أخوان، وليسوا إخواناً للمسلمين، فالمسلمون هم المسلمون، من اتبعوا الدين الحق، أما إخوان المسلمين فهم البدعة التي ابتدعها شخص تبعه بضعة أشخاص في القرن العشرين، مثلهم مثل تلك الطوائف التي ظهرت في بلاد الفرس والهند والسند أيام الاستعمار الغربي، فشق بهم صفوف المسلمين بعد أن أقنعهم بأنهم مميزون، وما هم كذلك؛ لأنهم أهل إرهاب وقتل وخيانة أقرب الناس إليهم، في كل مكان وُجدوا فيه كانوا كذلك، ينافقون و«يتمسكنون» سياسياً.
ويتركون الأجنحة الإجرامية السرية تعيث فساداً ببلادهم، وينكرون الارتباط بهم إذا وقعوا، تماماً كما حدث في الأيام الماضية بالأردن، وخيراً فعل الأردن عندما وضع سلامة الوطن وناسه فوق الجميع، واتخذ قراره الحاسم ببتر تلك الجماعة المتحزبة بعد أن فشلت فكرة اندماجهم في المجتمع، فهم أعداء للمجتمع.