فوضى عارمة، وموجة انكسارات لن يوقفها أحد.
هذه هي الصورة الواقعية التي نتجت عن «عنترية» رئيس أراد أن يسير الكون كما يشاء، فقط حتى يثبت أنه «فلتة» من فلتات الزمان!
العالم لم يعد هو العالم الذي عرفناه، ولن يعود إلى طبيعته مرة أخرى، لن يعود إلى ما قبل 20 يناير 2025، فالذي يحدث منذ ذلك اليوم وحتى الآن تحطيم لقواعد وأسس استقر عليها النظام العالمي كحد أدنى للسلام والأمن الدوليين، فإذا برئيس الولايات المتحدة ينزع ما تبقى من القوانين الحاكمة للعلاقات البشرية.
نسأل عن الغاية فلا نجد غير وسيلة مدمرة تأخذ الجميع نحو ظلام «دامس» الكل يخشى أن يعبره، فهو مخيف، وهو يتطلب ثمناً باهظاً لن يُستثنى أحدٌ من دفع ما يترتب عليه، ونسأل عن الناتج، ولا نرى ملامح الفائدة التي تحدث عنها دونالد ترامب، الكل خاسر، ولن يكون هناك رابح من الحرب التجارية، ومن تغيير مفاهيم إدارة العالم!
إن كان ترامب يعتقد بأنه سيدخل التاريخ بأفعاله غير المسبوقة فهو مخطئ، في كل طروحاته، منذ يوم تنصيبه وحتى الآن، كان مخطئاً، أخطأ عندما بدأ عهده بتهديدات لدول جارة، وطبق مفاهيم السمسرة و«كيف تعقد الصفقات»، التي «ألفها» وطبعها في كتاب، أخطأ عندما استهان بدولة مستقلة وذات سيادة بحجم كندا التي يريد ضمها إلى ولاياته الخمسين، وأخطأ عندما طلب من فريقه الخاص وضع الخطط لاحتلال «قناة بنما»، وأخطأ عندما كرر مطالبه السابقة بامتلاك «جرينلاند»، وأخطأ عندما «ابتز» زيلينسكي وطلب ثروات أوكرانيا مقابل الدعم، وأخطأ يوم تخيل نفسه يملك غزة ليحولها إلى منتجعات بعد تهجير مليوني إنسان قسراً، أو إطلاق «نتانياهو» المسعور عليهم، وأخطأ عندما وجّه طعنة إلى الاقتصاد العالمي.
هذه أخطاء تاريخية ستفتح لصاحبها صفحات سوداء بالقرب من صفحات أولئك الذين دمروا إمبراطوريات وأمماً كانت ذات يوم عظيمة!