سعيد جداً ذلك الملثم صاحب بيانات حماس، المدعو «أبو عبيدة»، من جعلوه واجهة بديلة لأولئك الذين هربوا من غزة ليفاوضوا ويساوموا ويقبضوا بعد 7 أكتوبر، وهو مثلهم، يتحدث باسمهم ويقيم في الوقت ذاته معهم في إحدى محطات الأماكن الآمنة، على ضفاف البوسفور أو الخليج، أو بين الأضرحة والمزارات، ويضحكون على من ما زالوا يعتقدون أن هذه الحركة الإخوانية تريد تحرير فلسطين.
أقول لكم، كان «أبو عبيدة» المصطنع سعيداً بعد هدم المنازل وقتل الأبرياء، واعتبر العملية الإسرائيلية فاشلة، لأنها استرجعت أربعة من المخطوفين المرتهنين فقط، ولأنها لم تستطع أن تقتل أكثر من 200 بريء فلسطيني، وما داموا فاشلين فهذا يعني أن حماس خرجت منتصرة في النصيرات، فما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر من الرهائن، هكذا «تلوى الحقيقة» عند كل «معوّج» يتاجر بأرواح أهله.
عنصريون، الإخوان عنصريون منذ أن كتب «حسن البنا» رسائله التوجهية قبل مائة عام، وتبعه بعدها تلاميذه، عندما قالوا إنهم الطائفة المسلمة الوحيدة التي تتبع الحق، وأشاعوا بين أتباعهم «أن من لا يتبع النهج الإخواني دينه ناقص»، أي مستواه أدنى منكم، وبمعنى أدق «ليس من إخوانكم»، فكر يميز نفسه عن الآخرين، لهذا لا يهمه الآخرون، سواء قتل منهم ألف أو مليون، فقط هم من يجب أن يفوزوا، في الدنيا والآخرة!
ويقابلهم عنصريون لا يقلون عنهم في التزييف والتزوير وحرف الحقائق، رموزهم نشاهدها أمامنا مجسدين في أشكال نتانياهو وبن غفير وسموتريتش وغالانت، ورعاعها مستوطنون جلبوا من الخارج ليعيثوا فساداً بفلسطين ومسجدها المبارك، يدعون أنهم أفضل البشر وأحقهم في الحياة، وكل من سواهم لا يساوون شيئاً، حتى لطخت وجوههم أفعالهم في غزة، وفتحت لهم «قائمة العار» من الأمم المتحدة، وما زالت قوائم الخزي تنتظرهم، ومع تقلبات الدهر ستدور الدوائر، فالأمس ما زال يروي الروايات ويحكي الحكايات، وقد اقترب اليوم الذي سيعيدهم إلى حجمهم الطبيعي، وتسقط دعواتهم العنصرية، هم ومن ساروا على دربهم، فهؤلاء حتى الخزي يستحي منهم.