اللعبة تقترب من نهايتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذهب «إسماعيل هنية» إلى طهران، وتوقفت اجتماعات المفاوضين في الدوحة، واجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الأمريكي، وماذا بعد؟!

يقال إن رئيس حماس ناقش المطروح على طاولة المفاوضات، وطلب الضوء الأخضر، فهو مطالب بتنازلات يرفضها السنوار القائد الميداني للحركة، الذي كان يأمل أن تثور فلسطين خلال رمضان، وخلفها، كما صرح أتباعه، الشعوب الرافضة للعدوان، وقد خاب ظنه لعدم سلامة نوايا حركته، فمن أخذ مليوني شخص إلى المصير الذي نراه لا يمكن أن يكون موثوقاً به، وحججه مع حجج كل قادة حماس واهية منذ اليوم الأول لهذه المأساة، فهم من قدموا لنتانياهو فرصة عمره، فتحرك في كل اتجاه تحت «ذريعة 7 أكتوبر»، وهم الذين يريدوننا أن نصدق مقولتهم حول التضحية بالأرواح والدماء مقابل لا شيء، وأن المقاومة تعني التضحية بالشعب الغزاوي مقابل صفقات لا تقدم شيئاً نافعاً لقطاعهم، بل على العكس، قدمت لهم الدمار والتهجير والتجويع.

ويقال إن «هنية» قد يعود من طهران برد إيجابي، هكذا يردد المطلعون، فالمساومات العلنية والسرية قد أثمرت، وكل جانب سيأخذ نصيبه، ومن في جيوبهم المفاتيح أخرجوها بعد أن حققوا الكثير من المصالح من خلال الوكلاء، وأولهم حماس التي تأبى إلا أن تكون نسخة لسلوك الإخوان وتاريخهم الأسود، ذلك التاريخ الذي بدأ بالتبعية لمن يدفع، ولا يترددون في الانقلاب على حلفائهم وأوطانهم متى وجدوا من يدفع أكثر!

كل طرف يلعب بأسلوبه، ومن أجل مصالحه، ولا نستثني أحداً من المتسببين في مأساة غزة الإنسانية، ولنأخذ بايدن مثلاً بعد الإخوان و«هنية»، فقد غير اتجاه بوصلته، وبدأ يتحدث عن تجاوزات كان قد أنكرها مرات عدة، فقط لأنه خائف من السقوط المدوي في الانتخابات المقبلة، وهؤلاء مع نتانياهو يرون أن اللعبة قد انتهى وقتها، وأنهم دخلوا الوقت الضائع، وكل واحد منهم يريد أن يخرج من الملعب وفي جيبه بعض النقاط.

 

Email