اتفق على هدنة في غزة فاستبيحت الضفة واقتحم المستوطنون الأقصى المبارك.
تلك هي ردة فعل المتطرفين المحرضين من الوزير الإسرائيلي بن غفير، وآخرين ممن يسندون حكومة نتنياهو.
الكل غافل عنهم، لا أحد يتحدث عما يحصل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، وكأن جنين ليست في فلسطين، ونابلس ورام الله عاصمة السلطة، وبهذه المناسبة نسأل عن السلطة، فهي المعترف بها إسرائيلياً ودولياً، وهي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وقد اختفت عن المشهد بشكل كامل، ما عدا بضعة تصريحات «هوائية»، وظهوراً في مؤتمر خطابي، فالذين قتلوا في الضفة، خلال هذه الفترة ربما زاد عددهم على 300 شخص، ولم نر من يطالب بوقف المذبحة الممنهجة، الكل صامت، حتى وصل عدد قتلى السبت والأحد فقط ثمانية أشخاص، ومعهم 29 معتقلاً، والكل صامت، منشغلون بالنقل المباشر لتبادل الأسرى والمخطوفين ودخول المساعدات إلى غزة، والتي غابت عنها تلك السلطة الشرعية، غياباً تاماً وكأنها غير معنية بالأمر!
المتطرفون، وهم الأغلبية في حكومة نتنياهو، وافقوا على صفقة التبادل والهدنة على مضض، ولم يتوقفوا عن التهديد بمواصلة تدمير غزة بعد انتهاء الأيام الأربعة، فهم يطالبون بما يسمونه «استرجاع أرضهم»، أي غزة، فهم متميزون بقلب الحقائق والتلاعب بالخرافات المزيفة، وفي نفس الوقت يريدون التسريع في تحويل الضفة الغربية أو ما تبقى من فلسطين إلى أرض يستحيل تقسيمها، فإذا تحقق ذلك سقط مشروع «حل الدولتين»، فلا تكون هناك دولة فلسطينية ولا قدس شرقية ولا مسجد أقصى!
حماس قدمت للحكومة اليمينية الإسرائيلية ما كانت تنتظره على «طبق من ذهب»، أعطتهم المبرر، والفرصة لتنفيذ خططهم، ولن يوقفهم «استجداء» بايدن أو بعض الدول الأوروبية، التي تحدثت عن «الإفراط في استخدام القوة»، بعد أن أيدت إسرائيل في البداية بحجة الدفاع عن النفس، وهؤلاء الأمريكان والأوروبيون لا يملكون الإمكانات لإجبار إسرائيل على الخضوع للمنطق الذي يتحدثون عنه.