من فاز بالصفقة؟ صفقة التبادل والهدنة القصيرة، ويمكننا أن نعيد صياغة السؤال حتى نكون أكثر واقعية، ونقول من فرح بالصفقة؟
هناك من سيقول إن «نتنياهو» الأكثر فرحاً من بين جميع الأطراف، فقد استرجع 50 مختطفاً، وهو الفائز أيضاً، فقد ترتفع أسهمه السياسية، وقد تسكت عنه الجهات المتحفزة لفتح تحقيقاتها حول ما حدث يوم 7 أكتوبر، وقد يدخل ملفه الجنائي الذي يطارده منذ سنوات إلى الأدراج، ويختفي عن الأنظار إلى الأبد، فالأبطال لا يطاردون ولا يهددون بالسجن، ومن استرجع هذا العدد من الإسرائيليين سيعتبر بطلاً لو تمت مقارنته بمن استرجع «شاليط» من قبل!
وهناك من سيقول بان «حماس» هي الأكثر فرحاً، فقد واتتها الفرصة لتعيد تجميع مقاتليها، والاستعداد للمرحلة القادمة من حرب تدمير قطاع غزة وهي في موقف أفضل من الأيام الماضية، وقد يصلها الدعم خلال أيام الهدنة الأربعة من «المجعجعين» الخاضعين لأوامر المرشدين، سواء كانوا إخواناً أو آخرين يناضلون عبر الوكلاء!
وهناك من يذهب بعيداً عن طرفي النزاع، إلى أولئك الذين سيطلق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين، ويعتقدون بأنهم وعائلاتهم بلا شك سيكونون فرحين، مثلهم مثل المختطفين الإسرائيليين وعائلاتهم، ويتناسون ما حدث في الصفقات السابقة، ومصير من أطلق سراحهم، فمن لم يقبض عليه مجدداً تمت تصفيته.
وبعد، دعونا نعود إلى سؤالنا الأول، وهو «من فاز بالصفقة؟»، فهذا السؤال يأخذنا إلى عكسه، فنقول «من خسر من هذه الصفقة؟»، وبتوضيح أكثر من الذي راح ظلماً ضحية لعبث نتنياهو المطارد قانونياً، واستعراض «حماس» وتنظيمها الدولي الإخواني منتهي الصلاحية، فالأيام الأربعة مثل غمضة العين، ستنتهي، وتتوقف قوافل المساعدات والإغاثة، وتعاود الطائرات الحربية تدمير ما تبقى من غزة تنفيذاً لخطة الحكومة المتطرفة، وتتحرك الدبابات والجرافات، وتكتمل المأساة، ويضاف آلاف القتلى والمشردين إلى القوائم، وسنعود لنسأل عن الذي فاز في صفقة التبادل إذا تمت!