عندما تتحدث فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أخبار أزمات العالم التي كانت تتصدر نشرات القنوات الإخبارية؟

هل مازال زيلينسكي مصراً على محاربة روسيا؟

وهل مازالت الخرطوم مقسومة إلى نصفين وأكثر؟

أصبحنا لا نعرف شيئاً عن أوكرانيا والسودان، المتقاتلون تراجعوا إلى الخلف كما تراجعت أخبارهم، روسيا لا تتقدم في عملياتها العسكرية، وطائرات أوكرانيا المسيرة ما عادت تحلق وتدّمر مواقع في القرم، والهجوم المضاد «مات سريرياً»، وكبار قادة الجيش يشكون من نقص الذخائر وتأخر الأسلحة الفتاكة التي وُعدوا بها، ومع ذلك لم يستغل بوتين الفرصة، بل ترك جيشه يأخذ قسطاً من الراحة، لا يريده أن يستهلك طاقته، ولا يريد أن يحقق انتصارات لا تسلط عليها الأضواء.

والسودان هادئ، صمتت المدافع، وغاب القادة عن شاشات التلفزيون، وأوقفوا إطلاق النار في المناطق المتبقية من العاصمة المثلثة، وفرضت الهدنة نفسها رغم رفضهم السابق لكل الوساطات والمطالبات بالهدنة، وحتى المفاوضات الجارية في جدة لا يتابعها أحد.

والحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تراجعت، وعاد الطرفان إلى «مرحلة مغازلة» جديدة، ويقال بأن اتفاقات مصالحة أصبحت على الأبواب، وقد يُعلن عنها بعد لقاء قيادة البلدين في الأيام القليلة القادمة.

وصراع أقطاب السياسة الأمريكية على الرئاسة ما عاد مهماً، عند الإعلام الأمريكي والغربي وليس إعلامنا العربي، هم أنفسهم أزاحوا أخبار الحملات والصراعات، وأوقفوا البرامج الخاصة بالتحليل والمتابعة، وضعوها في المؤخرة.

عيون العالم تنظر إلى «قلب العالم»، هنا في الشرق الأوسط كما يسمونه، وفي فلسطين كما نسميها، هنا، حيث يتشكل مصير الكون في المرحلة القادمة، منذ الرسالات السماوية وحتى اليوم، في أوقات الرخاء، وعندما تصرخ فلسطين، صوتها يعلو على كل الأصوات، وآلامها تعلّم الآخرين كيف يكون الصبر، وكيف يكون الصمود، وكيف يكون النصر على القوة الغاشمة والجبروت، هنا، قضية القضايا وأخبار الدنيا، فإذا تحدثت فلسطين يصمت الجميع.

Email